في ظل تحركات واسعة للجيش السوداني لفك الحصار الذي تفرضه ميليشيا الدعم السريع على مدينتي الدلنج وكادوقلي، دفع الجيش خلال الأيام الماضية بتعزيزات كبيرة من محور الأبيض نحو الدلنج، ضمن خطة ميدانية تهدف لإعادة فتح الطريق القومي وتأمينه بالكامل، بعد أن حولته ميليشيا الدعم السريع إلى ساحة تهديد مستمر لقطع الإمدادات الإنسانية وحركة المدنيين.
وتؤكد مصادر عسكرية وفق وكالة الأنباء السودانية "سونا" أن القوات المسلحة تمكنت من استعادة عدد من القرى والنقاط الحاكمة، في تقدم وُصف بالمهم على الطريق المؤدي إلى الدلنج، ما يعزز فرص فك الحصار عن المدينة التي تعاني من شح حاد في الغذاء والدواء.
استهداف الدعم السريع المدنيين والبني التحتية بشكل ممنهج
في المقابل، تواصل ميليشيا الدعم السريع استهداف المدنيين والبنى التحتية بشكل ممنهج، حيث كثفت خلال الساعات الأخيرة قصفها العنيف لمقر قيادة الجيش في بابنوسة باستخدام أسلحة ثقيلة، في محاولة لعرقلة تقدم القوات الحكومية.
وأدى القصف إلى أضرار مادية كبيرة، فيما تحدثت مصادر محلية عن وقوع إصابات وسط المدنيين جراء تساقط القذائف على الأحياء القريبة، في مشهد يعيد التأكيد على طبيعة الميليشيا التي لا تقيم وزنًا للمدنيين ولا للقانون الدولي الإنساني.
أما مدينة كادوقلي، التي تُعد آخر حصون الدولة في جنوب كردفان، فتعاني منذ فترة من حصار خانق يفرضه الدعم السريع، ما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية وانقطاع الإمدادات الأساسية.
ورغم ذلك، نجحت القوات المسلحة في تنفيذ عمليات تعرضية محددة لإبعاد عناصر الميليشيا عن الأطراف الشرقية والغربية للمدينة، مما يفتح المجال لإعادة تأمين الخطوط وتهيئة الظروف لوصول المساعدات الإنسانية.
وتتبع ميليشيا الدعم السريع باتباع سياسة "التجويع كسلاح حرب"، حيث تمنع دخول الغذاء والدواء إلى المدن التي تسيطر عليها أو تحاصرها، كما حدث في الخوي والنهود وبابنوسة.
وتشير تقارير من داخل الإقليم إلى أن آلاف المدنيين يعيشون أوضاعًا مأساوية نتيجة ارتفاع أسعار السلع الأساسية وانعدام الدواء وتوقف معظم المرافق الصحية.
ويحذر خبراء من أن استمرار الميليشيا في استهداف المدن بالقصف العشوائي واستخدام المدنيين كدروع بشرية ينذر بتفاقم كارثة إنسانية، خصوصًا مع نزوح آلاف الأسر من مناطق الاشتباكات في ظل غياب المنظمات الدولية التي تعجز عن الوصول بسبب سيطرة الدعم السريع على طرق الإمداد.








0 تعليق