شهدت أسواق المعادن الأساسية اليوم ارتفاعًا حادًا في سعر النحاس اليوم حيث سجل المعدن الأحمر مستوى قياسيًا جديدًا، مدفوعًا بنقص المعروض العالمي وتوقعات متفائلة بصعود الأسعار، إضافةً إلى اضطرابات التداول في بورصة "كوميكس" التابعة لشركة CME.

مستوى قياسي لـ سعر النحاس

وصلت العقود المستقبلية للنحاس في بورصة لندن للمعادن إلى 11210.50 دولار للطن، مسجلة زيادة بنسبة 2.5% خلال جلسة التداول، بعد توقف جزئي لعقود النحاس في بورصة "كوميكس" بسبب فوضى التداول. وقد أدى استئناف معظم العمليات في وقت مبكر من الصباح في الولايات المتحدة إلى استمرار موجة الصعود، ما يعكس قوة الطلب على النحاس في الأسواق العالمية.

اضطرابات التداول وتأثيرها على السوق

تسببت اضطرابات التداول في بورصة "كوميكس" بنيويورك في شلّ بعض الصفقات، مما أثر بشكل مباشر على حركة الأسعار العالمية للنحاس. هذه الاضطرابات جاءت في وقت حساس يشهد تنامي المخاوف بشأن عمليات التعدين والتكرير في مراكز الإنتاج الرئيسة حول العالم، بما في ذلك الصين، أكبر منتج ومستهلك للنحاس عالميًا.

توقعات صعود الأسعار

أكد كوستاس بينتاس، رئيس قطاع المعادن بشركة Mercuria Energy Group، أن أسعار النحاس ستواصل الارتفاع خلال الفترة المقبلة. وأوضح أن الطلب على المعدن في الولايات المتحدة الأميركية يهدد باستنزاف المخزون العالمي، موضحًا:
"هذه هي اللحظة الحاسمة. إذا استمر العالم على هذا النحو، فسنبقى من دون ألواح النحاس المكرر في باقي أنحاء العالم."

تزايد الشحنات إلى الولايات المتحدة

أشار بينتاس إلى أن التجار رفعوا وتيرة شحناتهم إلى الولايات المتحدة للاستفادة من علاوة السعر الكبيرة في بورصة "كوميكس"، وسط حالة عدم اليقين بشأن احتمال فرض رسوم جمركية مستقبلية. هذه الخطوة زادت من الضغوط على المخزون العالمي وساهمت في دفع الأسعار إلى مستويات قياسية.

الدعم النقدي وتأثيره على المعادن

تلقت المعادن الأساسية دعماً إضافيًا من التوقعات بتوسع التيسير النقدي من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وهو ما قد يعزز النمو الاقتصادي ويزيد الطلب على النحاس كأحد المعادن الحيوية في الصناعة والبناء والتكنولوجيا.

تحليل مهم

بحلول الساعة 2:50 ظهرًا بتوقيت لندن، ارتفع سعر النحاس إلى 11187 دولارًا للطن في بورصة لندن للمعادن، فيما صعدت باقي المعادن الأساسية كذلك، مما يعكس حالة من النشاط والضغط في السوق العالمي للمعادن نتيجة نقص المعروض، اضطرابات التداول، وارتفاع الطلب الأميركي. يُعد هذا الارتفاع مؤشرًا على التحديات القادمة أمام الأسواق وضرورة مراقبة حركة الشحنات والتطورات الاقتصادية العالمية.