كرّم برنامج "دولة التلاوة" الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي، أحد أعلام التلاوة في مصر والعالم العربي، والذي ظل صوته العذب نهرًا جاريًا يروي القلوب، ويغرس السكينة في الأرواح، حتى صار جزءًا من الوجدان المصري والعربي.
نشأ في بيتٍ تمنى فيه والده أن يكون من أهل القرآن
وُلد الشيخ الطنطاوي عام 1947 بقرية النسيمية التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، ونشأ في بيتٍ تمنى فيه والده أن يكون من أهل القرآن، فوهبه لكتاب الله، وأطلق عليه اسم "محمد" تيمّنًا برسول الله ﷺ، راجيًا له نصيبًا من النور النبوي والبركة الربانية.
حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في العاشرة من عمره على يد الشيخ صُلح محمود محمد، ثم التحق بالمعهد الديني في المنصورة، حيث لمع صوته بين زملائه، قبل أن يكمل دراسته في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ويعمل واعظًا بالأزهر الشريف.
جاب البلدان قارئًا للقرآن الكريم في شهر رمضان بين الجاليات المسلمة
لم يكن صوته مجرد أداء، بل كان هوية ونورًا، حمله إلى مختلف دول العالم، حيث جاب البلدان قارئًا للقرآن الكريم في شهر رمضان، بين الجاليات المسلمة، فكان صوته جواز سفره، وبلاغه إلى القلوب.
وفي عام 1985، انضم الشيخ الطنطاوي إلى إذاعة القرآن الكريم، ليصبح من القراء المعتمدين، ويدخل صوته كل بيت مصري وعربي، حتى لُقّب بـ"القارئ العالِم" و"كروان الدقهلية"، وظل صوته العذب يجري في وجدان الناس كالماء العذب، حتى وافته المنية في 26 يوليو 2017، وخرجت جنازته من قريته في وداع مهيب، يليق برجل عاش للقرآن ومات على حب تلاوته.
برنامج دولة التلاوة
وشهد برنامج "دولة التلاوة"، إقبالًا كبيرًا بمشاركة أكثر من 14 ألف متسابق من مختلف محافظات الجمهورية، ما يعكس الشغف الواسع بفن التلاوة والاهتمام الكبير من الشباب بحفظ القرآن الكريم وإتقانه.
وتتألف لجنة التحكيم من نخبة من أبرز القامات الدينية والعلمية في مصر والعالم الإسلامي، من بينهم الشيخ حسن عبدالنبي، والدكتور طه عبدالوهاب، والشيخ طه النعماني، والداعية مصطفى حسني.
وتبلغ القيمة الإجمالية للجوائز 2 مليون جنيه، حيث يحصل الفائزان بالمركز الأول في فرعي الترتيل والتجويد على مليون جنيه لكل منهما، إلى جانب تسجيل المصحف الشريف كاملًا بصوتيهما، وإذاعته على قناة "مصر قرآن كريم"، وتشريفهما بإمامة المصلين في مسجد الإمام الحسين خلال شهر رمضان المقبل.
















0 تعليق