قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن الأزمة بين الولايات المتحدة وفنزويلا تمثل صراعًا إيديولوجيًا وجيوسياسيًا بين السيادة الوطنية الفنزويلية، التي يمثلها الرئيس نيكولاس مادورو، ومحاولات الهيمنة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضح البرديسي، خلال مداخلة لإكسترا نيوز، أن مادورو يجسد نموذجًا مناهضًا للتدخل الأمريكي في أمريكا اللاتينية، مستندًا إلى لغة "السيادة الوطنية"، بينما يسعى ترامب لإحياء خطاب العداء ضد الأنظمة الاشتراكية لاستمالة الناخبين المناهضين لليسار، خاصة في ولايات مثل فلوريدا، كجزء من أجندته الانتخابية الداخلية.

وأشار البرديسي إلى أن هذا الصراع يتجاوز الموارد والنفوذ، ليصبح صدامًا إيديولوجيًا بين الليبرالية الرأسمالية الشعبوية التي يمثلها ترامب، وبقايا الاشتراكية البوليفارية التي يمثلها مادورو، مضيفًا أن النفط الفنزويلي، كأكبر احتياطي في العالم، يمثل عاملًا مؤثرًا، حيث إن أي تقارب أو تصعيد عسكري سيكون له تداعيات اقتصادية مباشرة على أسواق الطاقة العالمية، في حين يعتمد مادورو على تحالفاته مع روسيا والصين وإيران لتعزيز موقفه، فيما تحاول الولايات المتحدة إعادة رسم صورتها كقوة لا تتسامح مع التمرد.

وأوضح البرديسي، أن هناك تناقضًا بين خطاب ترامب الذي يصوّر نفسه كراعٍ للسلام، وبين أفعاله التي تضمنت تعزيز قوة عسكرية وتوظيف "الفوضى الموجهة"، بينما يسعى مادورو لكسب الشرعية الدولية عبر الدفاع عن سيادة بلاده ومواجهة النفوذ الأمريكي.