أكدت الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد في جامعة عين شمس، أن نتائج تقرير مؤشرات نمو الناتج المحلي للربع الأول من العام المالي 2025/2026 يمكن أن توصف بـ "التقدم الكبير الملفت للنظر" في كل المعدلات، حيث بلغ النمو 5.3% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التي بلغت 3.5%.
وأشارت الحماقي إلى أن هناك العديد من الأسباب الإيجابية التي دفعت بهذه المؤشرات للوصول إلى هذه المرحلة، أهمها تنامي دور القطاع الخاص والدفع بقطاعاته في تحسين مؤشرات الاقتصاد المحلي. واعتبرت أن التحسن في هذا القطاع يُعد رسالة غاية في الأهمية في تطور أداء المؤسسات الاقتصادية، مما يساعد في تحسين بيئة العمل المحفزة لهذا القطاع الحيوي، ويتيح مزيدًا من الفرص للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ويعتبر عنصرًا حيويًا لرفع مؤشرات النمو.
وأوضحت أن أهم القطاعات التي قادت مؤشرات التقدم كانت قناة السويس، حيث تعافي أداءها الاقتصادي خلال الربع الأول من العام المالي الحالي 2025-2026 وسجلت نموًا بنسبة 8.6% بفضل الاستقرار العام في مياه البحر الأحمر وهدوء الوضع الأمني الإقليمي، مما عزز من ثقة شركات الشحن العالمية في قناة السويس كمرفق حيوي.
وأضافت الحماقي أن النسب المعلنة حول مؤشرات التقدم في قطاع الصناعات التحويلية، والتي بلغت نسبة النمو بها 14.5%، تدفع المسئولين إلى ضرورة تحسين بيئة العمل في هذا القطاع، خاصة أن محفزات النمو تشير إلى زيادة قد تصل إلى 30-40%.
أما في القطاعات الأخرى مثل الصناعات التحويلية والسياحية، التي سجلت نموًا بنسبة 13.8%، فقالت الحماقي إنه على الرغم من أهمية هذه المؤشرات، إلا أن احتمالات النمو هي المقياس الأقوى والأهم، مما يتطلب رفع كفاءة البنية التشريعية والأطر القانونية، وتدريب العاملين في هذه القطاعات لضمان تحفيز النمو في السنوات المقبلة.
وتطرقت أيضًا إلى ضرورة تطوير القطاع السياحي، مشيرة إلى أنه لا يزال هناك الكثير من العمل في هذا المجال. وأكدت على أن افتتاح المتحف الكبير يعد جزءًا من الأسباب التي قد تساهم في نمو القطاع، لكنها شددت على ضرورة استغلال كل المقومات السياحية في مصر وتنظيم البنية التحتية، بما في ذلك تحسين قطاع المرافق وضبط المرور وتوفير مزيد من الغرف السياحية.
واختتمت الحماقي بالتأكيد على أهمية دفع عجلة التنمية في القطاع الزراعي، الذي يُعتبر أساسًا لدعم الأمن الغذائي، مؤكدة ضرورة إعادة تدوير عجلة الاستزراع الزراعي لتتناسب مع حجم التحديات التي يواجهها الاقتصاد المصري، بالإضافة إلى تعظيم تنافسية الصناعات الغذائية.
اقرأ أيضا
يمن الحماقى: المشروعات الصغيرة والمتوسطة حجر الزاوية لإنعاش الاقتصاد.. ولا بد من خفض الواردات









0 تعليق