شهدت قرية بالوظة التابعة لمركز القنطرة شرق، الواقعة على الحدود بين محافظتي شمال سيناء والإسماعيلية، واقعة بطولية انتهت بمأساة؛ حيث نجح أحد شباب القرية في إنقاذ 13 فتاة من الغرق عندما انقلبت سيارة "ميكروباص" كانت تقلّهن وسقطت داخل مصرف زراعي بالمنطقة، وبعد تمكنه من إخراج جميع الفتيات وإعادتهن إلى برّ الأمان، إلا فقد حياته غرقًا.
تفاصيل الحادث
وبحسب شهود عيان، انزلقت السيارة أثناء سيرها على طريق زراعي ضيق، ما أدى إلى سقوطها داخل المصرف الذي يشتهر بعمقه وارتفاع منسوب المياه فيه خلال فصل الشتاء.
وسارع الأهالي لمحاولة إنقاذ الركاب، إلا أنّ الشاب، الذي يُعرف بين أبناء القرية بشجاعته، كان أول من بادر بالتحرك دون تردد.
وخلع الشاب ملابسه وقفز مباشرة إلى داخل المياه، متحديًا برودة الطقس وخطورة التيارات المائية، وبدأ في إخراج الفتيات واحدة تلو الأخرى وسط صرخات واستغاثات من موقع الحادث. وتمكن خلال دقائق قليلة من إنقاذ 13 فتاة، حيث كان يعود في كل مرة إلى داخل المياه لمعرفة ما إذا كانت هناك فتاة أخرى تحتاج للمساعدة.
وأفاد الأهالي بأن الشاب استنفد كامل طاقته خلال عملية الإنقاذ المتواصلة، ومع محاولته الأخيرة للخروج من المصرف بدا منهكًا تمامًا وغير قادر على الاستمرار، قبل أن تجرفه المياه إلى الداخل، ليختفي عن أنظار الموجودين، الذين حاولوا اللحاق به دون جدوى.
وبعد عمليات بحث طويلة، تم العثور على جثمانه لاحقًا، وقد فارق الحياة بعد أن قدّم روحه فداءً لإنقاذ الآخرين.
وتسود قرية بالوظة والقنطرة شرق حالة من الحزن الشديد على رحيل الشاب البطل، فيما توجه أهالي الفتيات وأقاربهن إلى منزل أسرته لتقديم واجب العزاء، مؤكدين أنّ ما قام به سيظل شاهدًا على شجاعة نادرة وموقف إنساني عظيم لن يُنسى.
وطالب الأهالي الجهات المختصة بسرعة اتخاذ إجراءات لتأمين الطرق الزراعية ومصارف المياه بالمنطقة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، مؤكدين أن فقدان شاب في مقتبل العمر كان ثمنًا فادحًا لغياب الخدمات اللازمة على تلك الطرق. كما دعوا إلى تكريم اسم الشاب تقديرًا لتضحيته البطولية التي أعادت الحياة لـ13 فتاة كانت في مواجهة موت محقق.













0 تعليق