زوجتي …تلك الجوهرة الثمينة لم تعد تحبني …

النهار أون لاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سيدتي، أقف اليوم عبر هذا المنبر موقف المتخوف النادم على ما اقترفته في حق نفسي اولا وفي حق ام أولادي، الإنسانة التي لطالما كانت مثالا للطاعة والحب والدفء. أناجيك بالله عليك سيدتي ان تمنحيني شيئا يعيد الى بيتي السكينة وراحة البال.

سيدتي،زوجتي كانت سليلة أسرة  فقيرة و جميع أهلها فقراء أما انا فغني ومن عائلة ثرية، والذي عزز هذا الشعور بالفارق المادي هم أهلي، زوجتي يتيمة الأم وقد تركت دراستها الجامعية لكي ترعى إخوتها الصغار رفقة والدها الذي لم يتزوج بعد وفاة زوجته.ارتبطت بها لأمارس عليها طقوس غطرستي ومكبوتاتي.

صحيح أن أهل زوجتي فقراء، لكن لديهم عزة نفس عالية جدا ولا يرضون لأحد أن يتعدى على كرامتهم وقد يفضلون الموت جوعا على طلب معونة من احد وتبدو دائما عليهم مظاهر الرضى والسعادة والتفاؤل، لقد عملت بعد زواجي من زوجتي على زعزعة ثقتها بنفسها باستغلال امر فقرها وفقر أهلها ومعايرتها بهذا الأمر وأيضا معايرتها بمستواها التعليمي وثالثا تهديدها دائما بشبح الزوجة الثانية وكنت دائما أتعمد أن اجعلها تشعر بعدم الأمان وأن حياتها معي على كف عفريت، ودأبت على هذا الفعل من شن الحرب النفسية الشعواء عدة سنين حتى نلت ما أصبو إليه وأفقدتها ثقتها بنفسها وأضعفتها ومسحت شخصيتها لأجعلها في شكلها النهائي جسد بلا روح ولا مشاعر ولا كيان ولا أحاسيس محطمة نفسيا، كنت من مدة بسيطة بدأت أتابع صفحات ومواقع المشاكل الزوجية وقد انتابني الذعر من أفاعيل بعض الزوجات المتجبرات في أزواجهن وأطفالهن، فعلمت حينها أنّ لدي جوهرة ثمينة نادرة في المنزل طوال تلك السنين وأنا لم اقدر تلك النعمة أبدا، والحقيقة أنّ أموالي وثروة أهلي كلها لا تساوي ظفر من ظفر زوجتي وأنها أعلى شأنا ومقاما من طفل مدلل تافه مثلي ولدته أمه وفي فمه ملعقة ذهب وكانت الظروف مواتية له، اعترف أني اشعر بالذنب لظلمي لزوجتي الأصيلة والنادرة كل تلك السنين، فكيف أصلح ما أفسده الدهر أو في الحقيقة ما أفسدته يداي، خاصة ان محاولاتي المبدئية لتحسين علاقتي بزوجتي العزيزة بائت بالفشل فهي تكرهني الآن وبشدة،لقد تعلمت درسا من زوجتي في الحياة لم يعلمه لي احد طيلة حياتي السابقة،تعاليت عليها لكنها كانت ذات أخلاق ومبادئ لا تزعزها الرياح العاتية.عظيمة أنت يا زوجتي وأنا أعضّ نواجدي ندما على ما إقترفته في حقك بت تطلبين الطلاق وأنا لست أقوى على فراق أبنائي.

أخوكم ح.لؤي من الشرق الجزائري.

أخي الفاضل، من المشين الشيء الذي إقترفته في حق زوجتك المسكينة التي راعت جميلك في سترها والقبول بها رفيقة للدرب بالرغم من الفوارق الإجتماعية التي بينكما وبين أسرتكما، ومن الرائع أنها هي وأهلها لم يكونوا من المتملقين والمؤذين لكرامتهم بأن طلبوا منك المعونة أو المساعدة، كل هذا ولم تتمكن من فهم أن من ربطتك بهم صلة المصاهرة إشتروا من ظنوه سيصون كريمتهم ويحفظها.

كنت شابا أصابك الغرور، فلم تفوت الفرصة حتى تستصغر من حملت أبنائك في أحشائها وهنا على وهن، وراعت الله فيك فصانت شرفك وحفظتك في حضورك قبل غيابك و لم تنبس شفتاها بشكوى أو تذمّر وكان الصبر سلاحها الدائم. أظنك أخي إستنفذت صبر زوجتك بعد كل هذا العمر، حيث أنك ولما تفطنت أنت  لفداحة جرمك وجدتها (زوجتك) وقد خارت قواها ولم يعد لديها ما تقدمه لك، والدليل أنها طلبت الطلاق وقد ضربت عر الحائط بقلبك الذي فتحته لها بعد عمر طويل تمنيها بالودّ.
عظيمة هي زوجتك أخي التي لم تسول لها نفسها أن تسرق من مالك ومال أهلك ما يجعلها تثأر لكرامتها وكرامة أهلها، رائعة هي هذه المرأة التي لم تبحث عن فيض المشاعر لدى رجل أخر غيرك ترتمي في أحضانك متملصة من غطرستك وتجهمك عليها. لذلك، انصحك بأن لا تأبه لطلبها بالطلاق وأن تحاول إستدراك ما فات من خلال تعزيزك لكرامة هذه المرأة كزوجة أعطتك من دون أن تأخذ هي.صارحها بخطئك وندمك، وأغمرها بتوسلاك وإعترافك بأنه لن يكون ومهما كان أحد في مكانها، وأثني على صبرها أمام أهلك وأشكر أهلها الذين لقنوها من مكارم الأخلاق ما أهّلها لأن تكون نعم الزوجة والرفيقة.هي أخطاء نقترفها في حق من يهدوننا عمرا فنهديهم قهرا، أخطاء لا يجب أن تقتل الإحساس والمشاعر بقدر ما يجب أن تحيي الأنفس بعد تداركها والتراجع عنها.

** 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق