تشير تقارير صحية حديثة إلى أن النظام الغذائي اليومي يمكن أن يلعب دورا محوريا في تحسين الصحة النفسية وتعزيز القدرة على التركيز، خاصة في ظل وتيرة الحياة المتسارعة التي يعيشها الكثيرون.
ومع ارتفاع مستويات التوتر المرتبطة بالعمل والدراسة والضغوط الاجتماعية، يتجه المختصون إلى التأكيد على أهمية اختيار أطعمة معينة تساعد الدماغ على الاسترخاء وتدعم الذاكرة والوظائف الإدراكية.
ويعرض هذا التقرير أبرز الأطعمة اليومية التي أثبتت الدراسات فعاليتها في تخفيض التوتر وتعزيز التركيز، مع توضيح أثرها العلمي في دعم الدماغ والجسم.
أولًا: الأسماك الدهنية ودورها في تغذية الدماغ
تعد الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والسردين من أهم المصادر الطبيعية لأحماض أوميغا 3 التي يحتاجها الدماغ.
ويؤكد خبراء التغذية أن تناول هذه الأنواع من الأسماك بانتظام يساعد على تحسين المزاج وتقليل الالتهابات المرتبطة بالضغط العصبي.
وتسهم أحماض أوميغا 3 في تعزيز وظائف الذاكرة وتحسين التواصل بين خلايا الدماغ، وهو ما ينعكس بدوره على مستوى التركيز وحسن الأداء الذهني.
كما تشير دراسات إلى أن نقص هذه الأحماض قد يرتبط بارتفاع مستويات القلق.
ثانيًا: الشوفان والحبوب الكاملة مصدر للطاقة المستقرة
تعد الحبوب الكاملة، وعلى رأسها الشوفان، من الأطعمة التي تمنح الجسم طاقة ثابتة طوال اليوم، ما يساهم في تقليل التوتر الناتج عن انخفاض السكر في الدم.
ويوضح مختصون أن الشوفان يحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تساعد على تنظيم مستويات الجلوكوز، الأمر الذي يدعم قدرة الدماغ على التركيز لفترات أطول.
كما تسهم هذه الحبوب في تحسين الهضم وتوفير شعور بالشبع، مما يقلل التقلبات المزاجية المرتبطة بالجوع.
ثالثًا: المكسرات والبذور ودعم الأعصاب
تعتبر المكسرات مثل اللوز والجوز والفستق، إضافة إلى بذور الكتان والشيا، من أهم الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم الذي يلعب دورا أساسيا في تنظيم الجهاز العصبي.
ويوصي الخبراء بتناول حفنة صغيرة من هذه المكسرات يوميا لدعم الاسترخاء وتقليل الأعراض المرتبطة بالتوتر.
كما تحتوي المكسرات على مضادات أكسدة وأحماض دهنية تساهم في تعزيز الذاكرة وحماية الخلايا العصبية من التلف.
رابعًا: الشوكولاتة الداكنة وتحسين المزاج
على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن الشوكولاتة قد ترفع التوتر بسبب السكر، فإن الشوكولاتة الداكنة بنسبة عالية من الكاكاو تمتلك خصائص مميزة تدعم إنتاج هرمونات السعادة.
ويشير خبراء التغذية إلى أن الكاكاو يحتوي على مركبات الفلافونويد التي تعمل على تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، مما يرفع مستوى التركيز ويقلل الإجهاد.
وينصح باختيار الأنواع التي تحتوي على نسبة كاكاو تتجاوز السبعين في المئة للحصول على نتائج أفضل.
خامسًا: الخضروات الورقية ودورها في تهدئة الجهاز العصبي
تعد الخضروات الورقية مثل السبانخ والخس والبقدونس من أكثر الأطعمة الغنية بالفولات والحديد والمغذيات الأساسية التي تحتاجها الخلايا العصبية.
وتؤكد الأبحاث أن الفولات يساعد على تنظيم المزاج وتقليل مشاعر القلق، بينما يسهم الحديد في تحسين مستوى الطاقة ومنع التعب الذهني.
كما تحتوي الخضروات الورقية على مضادات أكسدة طبيعية تحمي الدماغ من التأثيرات السلبية للضغط اليومي.
سادسًا: الشاي الأخضر والتركيز الذهني
يتميز الشاي الأخضر بوجود مركب الثيانين، وهو عنصر طبيعي يساعد على تهدئة العقل دون التسبب في النعاس.
ويشرح خبراء الصحة أن هذا المركب يعزز التركيز ويحسن الانتباه، خاصة عند تناوله بانتظام في ساعات الصباح.
كما يحتوي الشاي الأخضر على نسبة معتدلة من الكافيين التي تمنح الجسم يقظة طبيعية دون الشعور بالقلق أو التوتر.

















0 تعليق