في ظل توترات متسارعة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، أعرب البابا ليو الرابع عشر بابا الفاتيكان عن سعادته العميقة بزيارته المرتقبة إلى لبنان، مؤكداً أن رحلته الرسولية إلى تركيا ولبنان تحمل عنوانًا واحدًا: "رجاء وسلام".
وفي تصريحاته التي نقلها موقع أخبار الفاتيكان، شدد البابا على أن الهدف الأساسي من جولته هو تعزيز الحوار، والبحث عن مسارات جدية لإنهاء الحروب في أوكرانيا والمنطقة، وفي مقدمتها النزاعات المتصاعدة في الشرق الأوسط.
زيارة ذات دلالات روحية وسياسية
تأتي زيارة البابا في توقيت دقيق، حيث يعيش لبنان وضعًا سياسيًا وأمنيًا هشًا، بينما تتصاعد المواجهات بين إسرائيل و"حزب الله" في جنوب البلاد.
ومع ذلك، عبّر البابا بوضوح عن سعادته قائلاً: "أنا سعيد جداً لتمكني من زيارة لبنان"، وهي عبارة اعتبرها مراقبون رسالة دعم معنوي لشعب يواجه أحد أصعب فصول تاريخه الحديث.
الزيارة تحمل كذلك بُعدًا سياسيًا متقدماً، فالمواقف الأخيرة للبابا تعكس رغبة الفاتيكان في لعب دور أكبر في تهدئة النزاعات الإقليمية، وسط غياب واضح لمبادرات دولية مؤثرة.
قلق متزايد من التصعيد العسكري
ورغم تركيزه على السلام، لم يتجاهل البابا المخاوف المتعاظمة من اتساع رقعة الاشتباكات.
فحين سُئل عن قصف إسرائيل لمواقع تابعة لـ"حزب الله" في بيروت، أشار إلى وجود "دواعٍ للقلق"، في موقف يوازن بين التحذير من الانزلاق نحو حرب واسعة، وبين الدعوة إلى ضبط النفس.
هذا التصريح يعكس واقعية الفاتيكان في تقييم المشهد اللبناني، إذ يدرك أن أي هزة عسكرية جديدة ستضع البلاد أمام سيناريوهات أكثر خطورة، سواء على المستوى الأمني أو الإنساني.
نداء البابا: السلاح ليس حلاً
أعاد البابا التأكيد على موقف الكنيسة الثابت من الحروب والصراعات، إذ دعا الجميع إلى "البحث عن سبل للتخلي عن استخدام السلاح كوسيلة لحل المشاكل"، معتبرًا أن اللجوء إلى القوة المسلحة لم يعد وسيلة مقبولة في عالم يحتاج إلى مزيد من الحكمة والتفاهم.
كما شدد على ضرورة "العمل لإيجاد حلول للقضايا التي تهمنا"، في إشارة واضحة إلى الأزمات العميقة التي تضرب المنطقة، من النزوح والتدهور الاقتصادي إلى غياب الاستقرار السياسي.
العدالة الطريق إلى السلام
من الرسائل المركزية التي حملها البابا تأكيده أن "العنف غالبًا ما يكون نتيجة للظلم"، داعيًا الدول والمؤسسات والقوى الفاعلة إلى إرساء أسس العدالة الاجتماعية والسياسية.
فبرأيه، لن يتحقق السلام الحقيقي ما لم تتم معالجة الجذور التي تولّد العنف وتغذّيه.
حدث رمزي يفتح نافذة أمل
زيارة البابا ليو الرابع عشر إلى لبنان ليست مجرد محطة دينية، بل حدث رمزي يفتح نافذة أمل في بلد يبحث عن بصيص ضوء amid رماد الأزمات.
هي رسالة تضامن، ودعوة للحوار، وتأكيد أن العالم، رغم الصراعات، لا يزال يمتلك صوتًا يرفع راية السلام فوق كل اعتبارات القوة والنفوذ.













0 تعليق