أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الولايات المتحدة دراسة تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان في الشرق الأوسط كمجموعات إرهابية، شملت الفروع ثلاثة دول وهم مصر والأردن ولبنان.
حرب غزة ومستقبل التنظيمات المسلحة في الشرق الأوسط
وأعطى زعيم البيت الأبيض، مهلة لكل من وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخزانة سكوت بيسنت 30 يومًا لتقديم تقرير، و45 يومًا بعدها لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وجاء في القرار أن فروع جماعة الإخوان "تشارك في أو تسهل أو تدعم العنف وحملات زعزعة الاستقرار".
القرار الذي أعلن عنه ترامب جاء في ظل تغيرات دراماتيكية تشهدها الساحة الإقليمية، وذلك بعد اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023، وما تمخضت عن هذه الحرب من تطورات في المشهد الدولي بشكل عام، لكن بشكل أكبر تأثرت دول عربية من هذا الصراع، وحدث طوفان تغيير سياسى داخل هذه البلدان، وأبرز الدول التي تأثرت كانت لبنان والتي دفعت إلى ساحة الحرب "إجباري" بعد أن أعلن حزب الله الحرب على إسرائيل وشن عمليات صاروخية استهدفت عمق الدولة العبرية، ليكون الرد الإسرائيلي شن هجوم مضاد واستهداف كبار قيادات الحزب المدعوم من إيران.
في المشهد اللبناني، تأثر حزب الله عسكرياً وأمنياً بعد دخوله في حرب مع إسرائيل، على المستوى القيادي خسر الحزب كبار قيادته بدأ من الأمين العام للحزب حسن نصر الله إلى عناصر أخرى تلعب دور فعال ومؤثر في رسم تحركات الحزب، وكان آخرهم هيثم علي طباطبائي الذي قتل في غارة إسرائيلية بالضاحية الجنوبية والذي يعرف بالرجل الثاني في حزب الله.
ترامب رئيس دولة إسرائيل.. أمن الدولة العبرية خط أحمر!
الموقف الرسمي داخل لبنان بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر 2024 بين حزب الله وإسرائيل، هو التأكيد على حصر السلاح في يد الدولة وضرورة نزع سلاح حزب الله، وهو مايرفضه الحزب ويشدد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية، لكن السؤال هنا لماذا اختار ترامب فرع جماعة الإخوان في لبنان لوضعها على قائمة الإرهاب؟
الإجابة، وهي قد يكون بهدف ارضاء إسرائيل أولاً! حيث سبق واتهمت الولايات المتحدة الجناح العسكري لجماعة الإخوان في لبنان بالمساعدة في إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023 وهذه الجماعة تدعي "قوات الفجر" الذي أعلنت بشكل رسمي وتبنت شن هجوم إسرائيلي خلال حرب غزة.
ومن لبنان، ننتقل إلى الأردن والذي سبقت ترامب خطوة بهذا القرار وأعلنت رسميًا أن الإخوان جماعة إرهابية، والقرار الترامبي بإتخاذ هذا الإجراء قد يكون استكمالاً لسياسة الكماشة وتطويق كل جماعة" تزعزع أمن واستقرار إسرائيل"، فالبيت الأبيض أعلن بكل صراحة ووضوح أن أعضاء الفرع الأردني "قدموا منذ فترة طويلة الدعم المادي للجناح المسلح لحركة حماس"، وحماس هو المسمار الأخير في نعش إسرائيل التي تطالب بنزع سلاح الحركة.
حماس المعركة الأطول
وفي غزة، قد تكون المعركة الأطول مع حماس، حيث هددت إسرائيل بالعودة إلى القتال من جديد، في حال لم تعلن حماس الاستسلام والتخلي عن السلاح بشكل رسمي، وهو لم يتحقق.
فالقرار الأمريكى، قد يكون له علاقة بتطورات الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وما تمخض عن ذلك تشعب الصراع في دول المنطقة، وإذا صُنفت أمريكا بشكل رسمي هذه الجماعات كمنظمات إرهابية أجنبية، فسيُصبح تقديم التمويل أو أي دعم مادي آخر لها عن علم أمرًا غير قانوني بموجب القانون الأمريكي. كما قد يؤدي هذا التصنيف إلى حظر سفر أعضاء هذه الجماعات أو تجميد أموالهم المودعة في البنوك الأمريكية.

















0 تعليق