قال الكاتب والصحفي اللبناني فادي عاكوم، إن المشهد الأمني الذي تلا عملية اغتيال الرجلَ الثاني في حزب الله هيثم الطبطبائي يكشف "من دون أي مجال للشك حجم الاختراق العميق داخل حزب الله"، مشيرًا إلى أن الجهاز الأمني الذي اعتاد الحزب التفاخر بصلابته "لم يعد قائمًا بالشكل الذي كان يُسوّق له، بل يمكن القول إنه انهار بالكامل".
وأكد عاكوم في تصريحات للدستور، أن قدرة إسرائيل على تنفيذ عملية بهذا الحجم والوصول إلى شخصية تُعد من أبرز قيادات الحزب، تأتي امتدادًا لمسار بدأ باغتيال حسن نصر الله – بحسب تقديره – مشددًا على أن "الوصول إلى الطبطبائي لم يكن مسألة تقنية، بل رسالة سياسية واضحة ومباشرة".
“رسالة إسرائيل”: الدور العسكري للحزب انتهى
يرى عاكوم أن ما جرى لا يمكن عزله عن السياق الإقليمي والدولي، وأن إسرائيل أرادت من خلال استهداف الطبطبائي توجيه رسالة مفادها أن "دور حزب الله العسكري انتهى، وأن كل تحركاته تحت المراقبة الدقيقة، بل قابلة للاستهداف في أي لحظة، وبأقل مقدار من الجهد".
وأشار إلى أن الحزب بات يواجه واقعًا جديدًا، حيث أصبحت بنيته القيادية مكشوفة بطريقة غير مسبوقة، ما يعني – وفق قوله – أن "إسرائيل باتت تمسك بمفاتيح القرار الميداني عبر قدرتها على الضرب في أي وقت".
صمت الحزب بعد الاغتيال… اعتراف ضمني بالأزمة
وتوقف عاكوم عند ردّ فعل حزب الله بعد العملية، معتبرًا أن "ضبط النفس السياسي وغياب التصعيد" يعكسان إدراك الحزب لحجم المأزق. وأضاف: "لو كان الحزب قادرًا على الرد أو إظهار تماسكه الداخلي لفعل، لكن استمرار الهدوء يعني أنه يدرك أن ميزان القوى تغيّر، وأن أي خطوة غير محسوبة قد تدفع بالأوضاع إلى مواجهة لا يملك مقومات إدارتها الآن".
مرحلة جديدة: نحو العمل السياسي وتسليم السلاح؟
وحول مستقبل الحزب، قال عاكوم إن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو الانتقال التدريجي من الدور العسكري إلى الدور السياسي الخالص، معتبرًا أن المرحلة المقبلة قد تشهد ضغوطًا داخلية وخارجية واسعة لدفع الحزب نحو "تسليم سلاحه للدولة والجيش اللبناني".
وتابع: "المنطق يقول إن الحزب أصبح أمام منعطف تاريخي. سيُسمح له ربما بالاستمرار كقوة سياسية، لكن موقعه العسكري لم يعد مقبولًا أو قابلًا للاستمرار في ظل التحولات الحاصلة".
وختم عاكوم تصريحاته بالتأكيد أن لبنان يقف أمام "نهاية مرحلة طالما هيمن فيها حزب الله عسكريًا على القرار الداخلي والخارجي"، مشددًا على أن الاغتيالات الأخيرة ليست مجرد عمليات أمنية، بل "عنوان لمرحلة جديدة تتشكل بهدوء، عنوانها الأساسي: انتهاء زمن السيطرة العسكرية لحزب الله".
















0 تعليق