حاكم دارفور: الهدنة ليست خلاصًا… والسودان أمام أخطر منعطف في تاريخه

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن الهدنة الإنسانية في السودان أصبحت ضرورة ملحة بعد مذبحة الفاشر، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي تأخر في التحرك رغم النداءات المستمرة التي أطلقتها المدينة على مدار عامين كاملين. 

وقال مناوي إن الفاشر كانت "ترمز للطفل السوداني المنهك الذي يستغيث طلبًا للحياة"، إلا أن هذا النداء لم يجد من يستجيب له إلا بعد اكتمال المأساة.

وأوضح مناوي في بيان نشره عبر صفحته الرسمية، أن أكبر مهدد للوضع الإنساني في السودان ليس الكوارث الطبيعية، بل الانتهاكات الواسعة التي ترتكبها قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن ما يحدث يمثل تدميرًا ممنهجًا للبنية التحتية والحياة المدنية، يفوق في أثره ما تسببه الفيضانات أو الكوارث الأخرى. وأضاف أن استمرار هذه الممارسات يجعل أي محاولة لتحقيق الاستقرار الإنساني رهينة بمعالجة جذور العنف.

وتساءل مناوي عن أسباب تأخر المجتمع الدولي في التعامل مع مذبحة الفاشر، لافتًا إلى وجود تأثيرات سياسية إقليمية ودولية ساهمت في إبطاء المواقف الإنسانية المطلوبة. وأكد أن الشعب السوداني دفع ثمن هذا البطء، رغم توفر المعلومات والإنذارات المبكرة حول ما كان يحدث في المدينة.

وشدد مناوي على أن أي هدنة إنسانية لن تكون ذات جدوى دون استيفاء شروط أساسية، أبرزها خروج المليشيات من المدن والمواقع الحيوية، وإطلاق سراح المختطفين والمعتقلين، وإخراج المرتزقة الأجانب، وفتح الطرق الرئيسية لضمان وصول المساعدات. وأضاف أن نجاح الهدنة يتطلب إشراك كل القوى الوطنية، وليس الطرفين المتقاتلين فقط، لضمان بناء عملية سلام متوازنة.

وفي سياق متصل، جدد مناوي دعوته لمحاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات في السودان، مشيرًا إلى أن أي سلام لا يرتكز على العدالة سيكون سلامًا هشًّا وغير قابل للصمود. وقال إن الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين لا يمكن تجاوزها أو القفز فوقها تحت ذريعة التسويات السياسية.

كما دعا مناوي إلى استعادة الدولة سيطرتها الكاملة على الحدود والمعابر والمطارات، معتبرًا أن ذلك شرط أساسي لمنع تدفق السلاح والمرتزقة، ووقف الدعم الخارجي للجماعات المسلحة. وأكد أن سيادة البلاد لا يجب أن تكون موضوعًا للتفاوض، بل أساسًا لاستقرار السودان ووحدته.

وحذر مناوي من الاعتقاد بأن تحرير الخرطوم يمثل نهاية الحرب، موضحًا أن الصراع أعمق ويتجاوز العاصمة ليشمل مشروعًا إقليميًا يستهدف مناطق حيوية تمتد من منابع النيل حتى البحر الأحمر. وأكد ضرورة التعامل بوعي مع هذا الواقع لتجنب إعادة إنتاج الفوضى.

وختم مناوي تصريحاته بالتأكيد أن السودان يعيش "معركة ضد الإنسانية في أبشع صورها"، وأن تحقيق السلام يتطلب إرادة سياسية صادقة تربط بين الهدنة والعدالة، وتوحد الصف الوطني، وتمنع القوى الفوضوية من تحديد مصير البلاد. وشدد على التزامه بالدفاع عن كرامة المواطن السوداني وحقه في العيش في وطن مستقر وآمن.

 

أقرأ أيضًا:

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق