وجه قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان انتقادات لاذعة لجهود الوساطة التي تدعمها الولايات المتحدة مع استمرار الحرب الأهلية.
وفي اجتماع مع كبار ضباطه، اتهم المبعوث الأمريكي مسعد بولس بالعمل كـ "عقبة أمام السلام في السودان"، مؤكدًا أن المقترح الأخير الذي قدمته الولايات المتحدة منحاز لصالح قوات الدعم السريع.
وتأتي انتقاداته في وقت تتزايد فيه الضغوط على القوات المسلحة السودانية للالتزام بوقف إطلاق النار مع تفاقم الأزمة الإنسانية.
وقال الفريق البرهان في خطابه: "هذه الوساطة متحيزة، وخاصةً المبعوث الأمريكي. مسعد بولس يتحدث إلينا وكأنه يضع شروطًا، ونخشى أن يصبح عقبة في طريق السلام".
وأضاف أن الرباعية - الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة ، ومصر - قدمت ثلاثة مقترحات منفصلة.
وقال: "المقترح الأول يتناقض تمامًا مع كل ما نؤمن به، لذلك صغنا خارطة طريقنا الخاصة وأعدناها إليهم. قدموا ورقة ثانية وثالثة، وكانت الأخيرة هي الأسوأ".
وأكد أن الجيش لن يقبل بأي وقف لإطلاق النار دون انسحاب مقاتلي قوات الدعم السريع من الأراضي التي سيطروا عليها "منذ المحادثات الأخيرة في جدة"، والتي جرت قبل نحو عامين.
وأضاف البرهان أن "أي وقف لإطلاق النار يجب أن يشمل انسحاب الميليشيات من جميع المناطق التي احتلتها بعد اجتماعات جدة"، مما يزيد من تعقيد جهود وقف إطلاق النار.
وتشتعل الحرب الأهلية في السودان، التي أدت فعليًا إلى تقسيم البلاد إلى إدارتين، منذ أبريل 2023، عندما اندلع التوتر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد دقلو، وتحول إلى صراع مفتوح.
أودت حرب السودان بحياة عشرات الآلاف وشردت نحو 14 مليونًا، كما تسببت في أزمة إنسانية، إذ يواجه أكثر من نصف السكان الجوع، وتنتشر بؤر المجاعة في أنحاء واسعة من البلاد وخاصة في غربها.
حتى الآن، يُسيطر الجيش على العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى المناطق الشرقية والشمالية والوسطى، وتُسيطر قوات الدعم السريع على إقليم دارفور الغربي وأجزاء من وسط كردفان.













0 تعليق