تشهد محافظة القاهرة، اليوم الإثنين، حالة من الحراك المكثف داخل جميع الأحياء والمراكز الانتخابية؛ وذلك مع بدء الاستعدادات الأخيرة لانطلاق المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025، التي تفتتح لجانها أبوابها أمام المواطنين في تمام الساعة التاسعة صباحًا.

انتخابات مجلس النواب 

وتعكس مشاهد التحضير التي تشهدها المحافظة حرص الأجهزة التنفيذية على توفير بيئة انتخابية آمنة ومنظمة تضمن للمواطنين ممارسة حقهم الدستوري في أجواء مستقرة، وتترجم في الوقت ذاته التزام الدولة بضمان أعلى درجات الانضباط والنزاهة خلال العملية الانتخابية.

وأكد الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، أن المحافظة أنهت جميع الأعمال المتعلقة بتجهيز المقار الانتخابية، بدءًا من الاستعدادات الهندسية والفنية وحتى توفير الخدمات اللوجستية اللازمة داخل اللجان وخارجها..

وأوضح أن المحافظة تضم نحو 8 ملايين و621 ألفًا و305 ناخبين، موزعين على 19 لجنة عامة، يشرف كل منها على مجموعة من اللجان الفرعية التي يبلغ عددها 724 لجنة، تعمل جميعها داخل 334 مركزًا انتخابيًا منتشرة في نطاق العاصمة.

وأشار المحافظ إلى أن المحافظة اتخذت جميع التدابير التي تضمن تكافؤ الفرص بين المرشحين دون أي تمييز، حيث تلتزم الأجهزة التنفيذية بدور محدد ومباشر يتمثل في تجهيز المقرات الانتخابية وتقديم الدعم اللوجيستي للقائمين عليها، دون التدخل بأي شكل في العملية الانتخابية ذاتها، مؤكدا أن التزام الحياد يمثل ركيزة أساسية في عمل المحافظة خلال هذه المرحلة، وأن أي مخالفة لذلك يتم التعامل معها فورًا لضمان أعلى درجات الانضباط.

وخلال الساعات الماضية، نفّذ المحافظ جولة موسّعة شملت عددًا من اللجان الانتخابية داخل نطاق المحافظة، رافقه خلالها عدد من القيادات التنفيذية في مقدمتهم المهندسة منى البطراوي نائب المحافظ للمنطقة الشرقية، والدكتورة همت أبو كيلة مدير مديرية التربية والتعليم، إلى جانب مسؤولي الأحياء والإدارات المعنية.

وتفقد المحافظ الاستعدادات داخل اللجان وفي محيطها الخارجي، واطّلع على تجهيزات المداخل وممرات دخول الناخبين وخروجهم لضمان انسيابية الحركة خلال ساعات الذروة المتوقعة.

وشملت الجولة متابعة دقيقة لحجم التجهيزات داخل مقار الاقتراع، حيث أوضح المحافظ أن المحافظة انتهت من مراجعة توافر عناصر الأمان والسلامة على نحو كامل، بما في ذلك تجهيز حجرات محكمة لتأمين صناديق الاقتراع من لحظة إغلاق اللجنة وحتى انتهاء أيام التصويت، بالإضافة إلى توفير طفايات الحريق داخل كل لجنة، ومصادر كهرباء احتياطية تعمل عبر مولدات كهربائية مجهّزة للتدخل الفوري في حال حدوث أي انقطاع مفاجئ.

كما تضمنت أعمال التجهيز تعزيز الإضاءة في الشوارع المؤدية إلى اللجان، وإعادة رفع كفاءة دورات المياه داخل المدارس والمراكز الانتخابية، وتجهيز أماكن مبيت قوات التأمين المكلفة بحماية اللجان على مدار اليوم، فضلًا عن إزالة أي إشغالات أو عوائق قد تعطل حركة المواطنين أو تؤثر على انسياب الدخول والخروج.

ولمنع أية ممارسات مخالفة للقانون داخل نطاق اللجان، أصدر المحافظ توجيهات واضحة لرؤساء الأحياء بالتنسيق مع المرشحين لإزالة جميع أشكال الدعاية الانتخابية في محيط مائتي متر من اللجان العامة والفرعية، مشددا على ضرورة الالتزام التام بقرارات الهيئة الوطنية للانتخابات التي تمنع أي شكل من أشكال الدعاية أمام اللجان، باعتبارها واحدة من الضمانات الأساسية لحماية إرادة الناخبين ومنع أي تأثير مباشر عليهم أثناء عملية التصويت.

وفي سياق العمل الميداني، وضعت المحافظة خطة كاملة لربط غرفة العمليات المركزية بديوان عام المحافظة مع غرف العمليات الفرعية بالأحياء والإدارات التنفيذية؛ بهدف المتابعة اللحظية لسير العملية الانتخابية، والتعامل الفوري مع أي طارئ قد يظهر خلال يومي التصويت.

وتبدأ غرفة العمليات المركزية عملها في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحًا من مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، حيث يتم تلقي التقارير تباعًا من جميع المناطق على مدار اليوم.

وشدد المحافظ على أن المحافظة تعتبر المشاركة في الانتخابات مسؤولية وطنية يتقاسمها الجميع، مؤكدًا أن الإقبال على التصويت يعكس مستوى وعي المواطن المصري وحرصه على دعم مسار الدولة الديمقراطي.

ودعا المواطنون إلى النزول مبكرًا إلى اللجان للإدلاء بأصواتهم في أجواء مستقرة ومهيأة بالكامل لاستقبال الناخبين، مشيرًا إلى أن المحافظة وفرت جميع عناصر الراحة داخل اللجان بما يشمل المظلات والكراسي وممرات ذوي الهمم.

ومن المقرر أن يبدأ المحافظ جدول أعماله الانتخابي اليوم بترؤس غرفة العمليات المركزية في الثامنة والنصف صباحًا، ثم يتوجه للإدلاء بصوته في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحًا بمدرسة القناة بزهراء المعادي المجاورة للمسجد الكويتي.

ويعقب ذلك جولة ميدانية تشمل عددًا من اللجان ذات الكثافة العالية، من بينها لجنة مدرسة قصر الدوبارة بشارع القصر العيني، ولجنة كلية الفنون الجميلة بالزمالك، ولجنة مدرسة موسى بن نصير بحي روض الفرج، وذلك للاطمئنان على انتظام عملية التصويت وتوفير جميع الخدمات للمواطنين.