الأحد 23 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
العالم
بدأ مستثمرو الأسهم في الاستعداد لنهاية عام تتسم باضطرابات حادة، بفعل حالة عدم اليقين حول خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة في الأجل القريب، وتصاعد القلق من مبالغة تقييم الشركات العاملة في الذكاء الاصطناعي التي دفعت مؤشرات السوق إلى مستويات قياسية هذا العام.
وتواصلت خسائر السوق خلال الأسبوع الماضي، رغم التعافي القوي للأسهم يوم الجمعة في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، حيث تراجع مؤشر "إس آند بي 500" وناسداك بنسبة 4% و7% على التوالي مقارنة بذروتهما في أواخر أكتوبر، بحسب ما نقلته منصة "ماركت سكرينر" الاقتصادية.
وبعد موجة صعود قوية منذ أبريل بدعم من حماس المستثمرين تجاه الذكاء الاصطناعي وتوقعات خفض الفائدة، تراجعت موجة التفاؤل هذا الأسبوع لتحل محلها الحيطة، مع تحذيرات من مزيد من التقلبات مع اقتراب موسم العطلات واتساع الشكوك حول هذين العاملين الرئيسيين.
وقال خبير الاستثمار إريك كوبي: "نقترب بالتأكيد من موسم عطلات يبدو أنه سيكون شديد التقلب.. دون خفض للفائدة ومع هذه المخاوف المتجددة، يبدو أن الفترة المقبلة ستكون أصعب مما كنا نأمل".
وشهدت الأسواق ارتفاعا حادا في التقلبات هذا الأسبوع، إذ سجل ناسداك و"إس آند بي" خلال تعاملات الخميس أكبر تحركات يومية داخل الجلسة منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعريفة "يوم التحرير" في أبريل، والتي هوت بالأسواق حينها.
وبالرغم من تراجع طفيف يوم الجمعة، ظل مؤشر تقلبات السوق، المعروف باسم "مؤشر الخوف"، عند أعلى مستوى 20، وهو ما يعكس استمرار قلق المستثمرين، كما أظهر منحنى العقود الآجلة للمؤشر نفسه مسارا مسطحا بشكل غير معتاد، ما يشير إلى توقعات باستمرار التقلب خلال الأشهر المقبلة.
ورغم هذا، يرى كثير من المستثمرين أن التصحيح كان متوقعا بعد صعود مؤشر "إس آند بي" 38% من أدنى مستوى سجّله في أبريل وحتى أواخر أكتوبر، ومع تراجع المؤشر بنسبة 5% من ذروته في أكتوبر، تكون هذه أول مرة يشهد فيها المؤشر هبوطا بهذا الحجم خلال 149 يوما، مقارنة بمتوسط 77 يوما بين كل تراجعين مماثلين منذ 2010، وفقا خبير الاستثمار كيث ليرنر.
وتراجع مضاعف ربحية "إس آند بي" 21.8 بنهاية الخميس، مقارنة بـ23.5 قبل شهر، لكنه لا يزال أعلى بكثير من متوسطه خلال 10 سنوات عند 18.8، وأوضح ليرنر قائلا: "نحن بصدد إعادة ضبط التوقعات المرتفعة.. وقد يستمر ذلك مع زيادة الشكوك وعدم اليقين لدى المستثمرين".
وفي الوقت نفسه، تظهر المؤشرات إرهاق المستثمرين الأفراد الذين اعتادوا شراء الانخفاضات منذ هبوط الأسواق في أبريل، وقال محللو بنك "جي بي مورجان" الأمريكي، إن هؤلاء المستثمرين "لا يساهمون في موجة البيع الحالية، لكنهم أيضا لا يظهرون حماسا لاغتنام فرص الهبوط".
وتتمثل أبرز عوامل عدم اليقين خلال الأيام المقبلة في ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه يومي 9 و10 ديسمبر، وهو ما كان يُنظر إليه كأمر محسوم حتى نهاية الشهر الماضي، لكن أظهر تقرير الوظائف الأمريكي لشهر سبتمبر، الذي صدر ليل الخميس الماضي، نموا قويا في الوظائف، بينما ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى في 4 سنوات، ما ألقى مزيدا من الغموض حول توجهات الفيدرالي.
وخرج جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، بتصريحات أعادت بعض الآمال، مؤكدا أن البنك المركزي ما زال قادرا على الخفض "في المدى القريب"، لكن مع نهاية الجمعة، لم تتجاوز رهانات السوق على خفض الفائدة الشهر المقبل نسبة 50%.
وقال خبير الأسواق يونج-يو ما: "قد لا نشهد تغيرا واضحا في الاتجاه العام حتى يعود الفيدرالي مرة أخرى إلى مسار خفض الفائدة، وهذا سيحدث عاجلا أم آجلا، لكن ربما ليس قبل نهاية العام".
وكانت أسهم التكنولوجيا، التي قادت صعود السوق خلال الأعوام الثلاثة الماضية، في قلب موجة البيع الأخيرة، مع تسجيل تراجعات حادة في أسهم مثل "أوراكل" و"بالانتير" رغم أدائهما القوي خلال موجة صعود الذكاء الاصطناعي، حتى نتائج شركة "إنفيديا" القوية، الأربعاء الماضي، ورغم أهميتها في بناء بنية الذكاء الاصطناعي، لم تهدئ المخاوف، بل هبط السهم يوم الخميس بعد إعلان النتائج.
ورغم الأجواء القاتمة، يقول مستثمرون إن موسم نهاية العام عادة ما يكون داعما للأسهم، فمنذ عام 1928، جاء ديسمبر كثالث أفضل أشهر العام أداء بمتوسط صعود بلغ 1.28% لمؤشر "إس آند بي"، وفق بيانات "إل إس إي جي".







0 تعليق