السيسى ينتصر لإرادة المصريين، ودولة القانون، وتمكين الشباب

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فى مبادرةٍ قوية فاجأت الكثيرين، كتب الرئيس السيسى على صفحته الرسمية بيانا للتاريخ والتوثيق عن وقائع جولة الانتخابات البرلمانية. الذين فوجئوا بتحرك الرئيس كانوا إما من مروجى الدعايات السلبية عن أى حدث انتخابى مصرى فى العقد الأخير عمدا لتصدير الإحباط للمصريين، أو من غير المدركين – من بعض المرشحين ومؤيديهم -لحقيقة أن مصر قد تغيرت بالفعل وغير مدركين لجدية القيادة السياسية فى الحرص على الانتصار لدولة القانون وحماية إرادة المصريين.

(١)

من أهم ركائز الجمهورية الجديدة هو تمتع الحكم بشرعية شعبية حقيقية لكل من القيادة السياسية ومؤسسات الدولة بما فيها السلطةالتشريعية. لم يدرك كثيرون هذا الواقع. وفى الأسابيع الماضية ظهر أنهناك مجموعتان لم تستوعبا بعد هذه الحقيقة.

المجموعة الأولى تمثلت فى تيار المشككين فى الدولة المصرية عن عمد،والذين حاولوا تصدير الإحباط للمصريين والإيحاء بعودة ممارسات دولة مبارك الانتخابية خاصة فى الانتخابات الأخيرة قبل السقوط. هؤلاء دأبوا على التشكيك فى أى مشهد انتخابى دون التقيد بحقيقية ومشروعية هذا التشكيك لأنهم أصحاب مصلحة مباشرة فى نشره. حاولوا تصدير فكرة عبثية الانتخابات البرلمانية وعدم حدوث تغير حقيقى. ضمت هذه المجموعة لجان وقنوات جماعة الإخوان بجانب بعض المصريين الذين سقطوا فى فخ تلك الدعايات.

أما المجموعة الثانية فقد تمثلت فى أصحاب المصالح فى الوصول لمقاعد البرلمان والذين حاولوا العودة بالعملية الانتخابية لسابق عهدها قبل أحداث يناير من الدفع بالمال السياسى لحسم الصناديق بما يحمى مصالح هؤلاء كما كانوا يتوهمون. ولقد اعتقدت المجموعتان وهما فى انشغال القيادة السياسية فى ملفات خارجية ثقيلة عن متابعة الشأن الداخلى حتى فوجىء هؤلاء – من المجموعتين - بهذا الحضور القوى للرئيس فى متابعة المشهد الانتخابى.  

(٢)

جاء بيان الرئيس القوى ليحقق مجموعة أهداف وطنية حاسمة. أولها طمأنة المصريين على إصرار قيادة الدولة على الجدية التامة فى حماية شرعيتها القانونية والدستورية. هذه الطمأنة ركنٌ أصيل من أركان الحكم الرشيد. فالسلطة التشريعية هى أحد أسس الحكم الديمقراطى،وأى محاولة للعبث بها هى محاولة متعمدة موجهة للعملية الديمقراطية، ومحاولة لوضع أسافين فى العلاقة بين الشعب وبين مؤسسات الدولة.

ثم كان الهدف الثانى الذى تحقق ببيان رئيس الجمهورية والذى تمثلفى منح اللجنة العليا للانتخابات ما كفله لها الدستور وقانون تشكيلها من شرعية اتخاذ قرارات بإلغاء انتخابات لجانٍ، أو إلغاء المرحلة برمتها إن وجدت أدلة على وجوب ذلك. وفى هذا المنح حماية قوية لإرادة المصريين الحقيقية، وإعلاء لدولة القانون، ومواصلة تحقيق الجمهورية الديمقراطية بشكل فعلى حقيقى على الأرض.

أما الهدف الثالث والأهم فكان حماية تلك العلاقة الخاصة جدا بين الرئيس وبين الشعب المصرى، وصيانة هذه الثقة الشعبية غير المسبوقة التى يحصل عليها رئيس مصرى فى وجدان الشعب المصرى. هذه العلاقة تحديدا كانت هدفا طوال عشر سنوات لكل أطياف ومجموعات مستهدفى الدولة المصرية. لذلك جاء تدخل الرئيس فى الوقت المناسب بمثابة حائط صد ضد محاولات زعزعة الاستقرار فى مصر. تدخل الرئيس كان رسالة واضحة للمصريين أنه يتابع بدقة ما يحدث على الأرض المصرية فى كل الملفات وأنه يتدخل بالتصويب فى الوقت المناسب. وهذا يطمئن المصريين إلى صواب قرارات الدولة المصرية فى باقى الملفات التى قد تُقلق غالبيتهم. هذه العلاقة بين المصريين ورئيسهم كان لها الأثر الحاسم فى حماية مصر ذاتها فى سنوات فارقة، ويجب أن تبقى محصنة ضد أى محاولات زعزعة.

(٣)

تزامن موقف الرئيس من العملية الانتخابية مع تصريحاتٍ هامة أدلى بها فى لقائه مع المتقدمين الجدد للالتحاق بأكاديمية الشرطة. تتفقوتتلاقى تلك التصريحات مع موقفه القوى فى الانتخابات فى مخاطبة الأجيال الشابة، ومنحها الثقة فى مؤسسات الدولة، ورؤية قيادتها للملفات الداخلية والخارجية. طلب الرئيس من شباب مصر عدم الصمت. طالبهم بالمبادرة بالسؤال، والتداخل فى الشأن العام، وتقديم وجهة نظرهم، وانتقاد ما يرونه محل نقد، وتقديم الاقتراحات.

بدا جليا أن الرئيس يقدم رسالة واضحة لشباب مصر بأحقيتهم فى المشاركة فى رسم مستقبل بلادهم، ويحميهم من الوقوع فى فخ الظاهرة التى ألقت بظلالها على الفئة الشابة أثناء حكم مبارك وهى ظاهرة (العزوف السياسى للشباب). فحين يفقد الشبابُ الأملَ فى قدرتهم على المشاركة أو التغيير، يصيب الجمودُ مفاصلَ أى دولة ويفتح الباب على مصراعيه لاستقطاب هؤلاء الشباب لصالح جماعاتٍ وأفكار غير وطنية.

السيسى يدرك جيدا خطورة ما يمكن أن يترتب على أى فساد فى سير العملية الانتخابية. فالأمر يتخطى مجرد تحديد أسماء من سيصلونللجلوس تحت قبة البرلمان إلى فكرة مخاصمة الشباب للعملية السياسية إن تسرب إليهم إحساس الإحباط فى التصدى لأى ظواهر سلبية انتخابية. يتعلق الأمر بمستقبل هذا الوطن. فأن تتحمل ميزانية الدولة كلفة إعادة الانتخابات فى بعض الدوائر الانتخابية أفضلُ كثيرا جدا من تحمل الوطن لكلفة عزوف شبابه عن المشاركة.

حرص الرئيس على متابعة مراحل انتقاء الملتحقين بأكاديمية الشرطةوتوفر معايير الجودة والكفاءة والمساواة لا يقل فى أهميته عن حرصه على ممارسة المصريين لحقهم فى انتخاب ممثليهم البرلمانيين، لأن كل هذا يصب فى صالح الحفاظ على حق الوطن ذاته فى الاستفادة القصوى من الكفاءات الحقيقية لأبنائه.

ضرب الرئيس بموقفه هذا محاولات جهاتٍ بعينها – داخلية أو خارجية - للعودة بالمصريين لتلك الظاهرة السياسية الخبيثة أو عزوف الشباب عن المشاركة السياسية فى تحديد مستقبل بلادهم، وأكد على وجوبقيام المجلس النيابى بدوره الحقيقى الذى حدده الدستور لا أن يتحول الحصول على مقاعده – كما يتوهم البعض - لوسيلة لحماية مصالح خاصة. ولن يتحقق هذا الهدف إلا من بداية السلم وهو كيفية الاختيار وحماية حق الناخب المصرى فى هذا الاختيار المجرد.

(٤)

سألنى صديقٌ منذ عدة أيام قائلا.. إن كنتَ تدافع عن حكم السيسى فهلا أخبرتنى متى يجنى المصريون ثمار صبرهم؟! أعتقد أن السؤال نفسه غير منطقى ويجب أولا أن نحدد ما هو مفهوم جنى الثمار.

جنى الثمار بمنطق العودة لمفردات العقود السابقة بأن يحصل كل مواطن على كل شىء مجانا هو تعريفٌ فاسد ولن يحدث. أما جنى الثمار بمفهومه الصحيح، وبمقارنة موضوعية لما كانت عليه مصر كدولة منذ عام ٢٠١١م وحتى الآن – وبوضع هذه المقارنة فى ظروفها السياسية الإقليمية كما حدثت – فهو قد تحقق بالفعل ويتحقق الآن.

نعم فنحن نجنى الآن ثمارَ صبرنا ودفاعنا عن بلادنا وتأييدنا للقيادة المصرية والثقة بها. فنحن الآن لدينا اقتصادٌ راسخ مؤهل لمن يريد أن يعمل ويجتهد لتحقيق حياة كريمة لنفسه وأسرته. لدينا مجالات عمل مفتوحة للجميع، ولدينا بنية أساسية للاستثمار. لدينا وطنٌ مستقر نجح فى تخطى فخاخٍ متتالية لمحاولة إسقاطه فى التيه. لدينا انتصارٌعسكرى حقيقى وانتصاراتٌ سياسية متتالية، ولدينا دولة قوية. هذا هو جنى الثمار الحقيقى.

ولكى ندرك معناه يجب أن نتخيل السيناريو الآخر المظلم. لو لم ننفق فى إنقاذ الاقتصاد الوطنى، ولو لم ننفق فى تعظيم القوة العسكرية، ولو استسلمنا لتيه التمزق المليشياوى، ولو لم ننفق فى مرفق الصحة، ولو لم ننفق فى ملف الاستصلاح الزراعى والصناعى، ولو لم ننفق فى مرفق الطرق والمواصلات وتهيئة بنية الاستثمار. لو لم نفعل هذا لكان الوضع فى مصر الآن كالآتى..ملايين المرضى بالأمراض المزمنة خارج قدرة العمل.. انهيار المرافق وهروب الاستثمار.. ملايين المصريين بلا مأوى.. ضياع جزءٍ من الأرض.. تشرد ملايين من العاملين بقطاعات الاستثمار العقارى والسياحة والصناعة.. أزمات خبز..أزمات وقود وكهرباء..لقد صبرنا..ولقد أوفت القيادة السياسية بوعودها وأقامت دولة حقيقية..نحن الآن – ورغم بعض المشاهد التى يحق لنا نقدها – نجنى الثمار بشكل حقيقى واقعى.

(٥)

فى هذا السياق جاء حديث الرئيس السيسى منصفا وموضحا ما حدث فى السنوات السابقة. لم يكن كل هذا ليحدث أو لنصل إلى هذه المرحلة من بناء الدولة دون مواجهة الواقع، ودون إعادة النظر فى طريق مصر الاقتصادى الذى سار عليه النظام الأسبق – الذى يداعب الحنين إليه مخيلة بعض الموهومين - من ضخ ميزانية الدولة فى دعمٍ غير منضبط وعدم جرأة اتخاذ خطوات الإصلاح الحقيقى. معاناتنا جراء خطوات الإصلاح الاقتصادى كانت بمثابة تجرع الدواء المر لإنقاذ هذا الوطن من السقوط.

لم يكن منطقيا أو عادلا استمرار خداع الشعب بأسعارٍ وهمية استمرأها البعض دون التصرف بمسؤلية كمواطنين تجاه بلادهم كما يحدث فى كل دول العالم التى تتحمل شعوبها مسؤلياتها. ومع ذلك فرغم قيام إدارة السيسى بخطوات الإصلاح الإقتصادى المشروعة، إلا أنها حرصت على القيام بإجراءات حمايةٍ اجتماعية تجاه طبقة محدودى الدخل. لقد استثمرت الدولة ما وفرته من خطوات الإصلاح الاقتصادىفى سبيل تقديم مسكن ملائم، وتوفير مشروعات صحية مجانية،وتطوير جودة التعليم.

كان لزاما أن يدرك المصريون حقيقة قصة الديون ومتى بدأت وأسبابها. كل دول العالم تقترض، لكن السؤال كيف يتم استخدام وتوجيه الديون. لقد استخدمتها مصر فى سبيل بناء الاقتصاد، وحماية الدولة فى لحظات حاسمة لم تكن تحتمل رفاهية الانتظار.

(٦)

أتى جزءٌ من حديث السيسى كمواطن مصرى يتحدث فى قضايا مجتمعية كما يتناولها باقى المواطنين. قضايا الفنون والدراما هى قضايا هامة فى صياغة الوعى والسلوك الجمعى لأى مجتمع. قال الرئيس ما يقوله المصريون فى جلساتهم الخاصة وضجوا بالشكوى منه من تردى المستوى القيمى الذى تقدمه بعض الأعمال الدرامية وتأثير ذلك على المجتمع.

كلنا يذكر كيف تأثر مراهقو مصر ببعض الشخصيات الدرامية السلبية بمحاكاتها فى القيام بمشاهد عنف غريبة عن التربة المصرية. وصل الأمر إلى المحاكاة فى قاموس لفظى لقيط، وتقليد لبعض الجرائم. نعم تتأثر الأسر بما تشاهده من نماذج، وانتشر ذلك بقوة فى محاولة محاكاة سقف الاستهلاك والمغالاة فى طقوس الزواج وطريقة تداولأجيال جديدة لفكرة الزواج نفسها. ورأينا كيف سقطت أمهاتٌ ضحايالقضايا ديونٍ لمجرد محاولة تقليد ما يتم بثه من أعمال درامية وهو ما عرفه المجتمع بقضية الغارمات. ارتفعت نسبة الطلاق فى مصر بنسبة مفزعة بما يترتب على ذلك من مشاكل اجتماعية تخص الأبناء. لهذه الظاهرة أسباب كثيرة بالفعل، لكن لا يمكن إنكار دور الدراما بالفعل كسببٍ رئيسى وإن لم يكن هو السبب الأوحد.

(٧)

استنكر البعض حديث الرئيس حين قال أنه تسلم الحكم وكل شىء على الأرض. ولا أدرى لماذا ينكر هذا البعض ما نعلم أنه الحقيقة. أم هل عبور مصر لهذه السنوات بفخاخها قد أنسانا هذه الحقيقة؟

ألم يأتى السيسى لحكم مصر وكل مفاصل ومفردات الدولة مخلخلة؟ ألم نكن نعانى من أزمة أمن؟ ألم تكن الفوضى هى المشهد السائد فى مصر وقتها؟ ألم تكن مصر تعانى من أزمة كهرباء وطاقة؟ ألم يكن بالقاهرة وحدها ما يفوق مليون ونصف مليون مواطن بلا مأوى، بخلاف ملايين سكان العشوائيات؟ ألم تكن السياحة متوقفة والإضرابات الفئوية تُخرس أصواتَ وهدير المصانع؟ ألم تتعفن منتجات مصر المعدة للتصدير على أرصفة الموانىء؟

ألم يكن هناك هجومٌ كاسح على الرقعة الزراعية؟ ألم تكن مصر مهددة بعدم وجود قمح؟ ألم تكن البنية الأساسية متهالكة؟ ألم تكن مصر تقبع على رأس قائمة الدول صاحبة العدد الأكبر من مرضى فيروس سى؟  

ألم تكن المليشيات المسلحة تعربد على أرض سيناء وحدود مصر الشرقية مستباحة؟ ألم تتوقف تقريبا صناعة السينما بخلاف بضعة أفلام مقاولات مسفة؟ ألم تكن مصر مهددة بفرض عقوبات لإفشالها مخطط تقسيمها وطرد جماعة الإرهاب من الحكم؟ ألم تكن مصر محاصرة دوليا، وحتى إفريقيا ومستبعدة من كل المحافل الدولية؟ ألم تخرج منا الملايين لتناشده تقبل المسؤلية فى مهمة إنقاذ مصر؟ ألم تخرج منا الملايين لتفوضه لإنقاذ مصر؟ ألم تكن هذه هى أحوال مصر الحقيقية حين تولى الحكم؟! أليس هذا هو الحق والعدل والحقيقة؟! فأين إنصاف من ينكر حديث الحق؟!

(٨)

وماذا حدث بعد أن قبل تولى هذه التركة المثقلة؟ ألم ينجح بالفعل فى حماية حدود مصر والقضاء على المليشيات؟ ألم يقم بأعظم مشاريع طاقة فى تاريخ مصر؟ ألم يقم بنجاح أسطورى فى بناء أكثر من مليون وحدة سكنية لسكان العشوائيات وقضى بشكلٍ شبه تام تقريبا على ظاهرة أطفال الشوارع؟ ألم ينجح فى إنقاذ اقتصاد مصر؟ ألم يجعل من مصر قوة قادرة على الصمود فى وجه أعنف موجة استهداف استعمارى؟ ألم يقضى على الكثير من الأمراض المتوطنة فى مصر؟ ألم ينجح فى كسر الحصار المفروض على مصر؟ الم يهرول إلى مصر بعد سنوات من حكمه هؤلاء القادةُ والرؤساء الذين كانوا يطلقون عليه كذبا وإفكا قائدَ انقلابٍ عسكرى؟ ألم ينجح فى تغيير الصورة النمطية للمواطن المصرى خارج بلاده؟ ألم يجعل من مصر مركزا اقتصاديا استثماريا عالميا وقبلة للساسة وقادة الدول العظمى؟

أتستكثرون على الرجل أن يحتفل ويفرح بنصره لوطنه وبما حقق كما فرحنا نحن واحتفينا؟ أتستكثرون عليه أن يشكر الله على توفيقه فى عشر سنوات من العمل الشريف الوطنى؟! وهو المواطن المصرى الأحق بهذا الفرح لأنه الذى عمل وأخلص وصبر على تحمل موجات تطاولٍ لم يكن أحدنا ليحتمل سطرا واحدا منها. لم ينتصر لذاته، لكنه انتصر لوطنه وانتصر لنا. هو الآن يفرح بما تحقق لمصر وهذا حق أصيل له. فلماذا ننكر ونستكثر عليه ما قمنا به نحن؟!

(٩)

بعضهم حرف كلماته حين تطرق لملف اللاجئين. موقفى كمواطن مصرى من هذا الملف هو كموقف غالبية المصريين. أرفض استمرار وجودهم لأسباب كثيرة. أولا لأن السبب الاول لدخولهم مصر قد انتفى بزوال أنظمة حكم أو هدوء الصراعات فى بلادهم. وثانى الأسباب يتعلق بالمخاطر المترتبة على استمرار هذا الوجود سواء مخاطر تخص أنشطتهم، أو تخص احتمالات تورطهم فيما يضر بمصر. وثالث الأسباب هو حق المصريين الآن أن يكون جنى الثمار فى هذه المرحلة حقا حصريا للمصريين لا ينازعهم فيه أحد.ٌ

لكن هذا الموقف لا يعنى أن يقوم البعض بتحريف حديث الرئيس أو محاولة استغلاله بما لم يقصده الرجل. كل ما قاله أن الموقف الشريف للمصريين – حين أغاثوا الملهوفين المطاردين – ربما يكون أحد أسباب كرم ربنا على المصريين بحفظ بلادهم. فكرة شائعة لدى المصريين (إن ربنا هيكرمهم لما يقوموا بعمل خير مثل التصدق على المحتاجين). هذه الفكرة التى ذكرها الرئيس تعنى الإشادة بكرم وشرف المصريين. ولا تعنى إطلاقا تبنى أى مواقف مستقبلية لأن الرئيس قال سابقا أنه يولى اهتماما كبيرا للرأى العام المصرى، وهو يعلم قطعا مضمون هذا الرأى العام الآن فيما يخص هذا الملف الشائك. لقد قال أن مصر الشريفة لم تعمد إلى ابتزاز دول أوربا مثلا باستغلال ملف اللاجئين من الدول المجاورة. كل حديث الرئيس يختص بما حدث بالفعل فى السنوات السابقة ولا يتعلق بإجراءات الدولة المصرية المشروعة حاليا.

(١٠)

موقف الرئيس من الشباب واضحٌ منذ توليه المسؤلية وترجمته سيرته فى الحكم. فلقد تبنى منذ البداية فكرة تمكين الشباب سواء بتدشين أكاديميات إعداد القادة، أو تعيين نوابٍ شباب للمحافظين، أو الاهتمام بالإعداد البدنى والفكرى لطلاب المدارس والجامعات. أكد الرئيس مجددا على استمراره فى سياسة تمكين شباب مصر بوضوح. وجاء سؤاله التحفيذى لهؤلاء الشباب ولكل المؤسسات والهيئات المرتبطة فى دورها أو طبيعتها بالمراحل العمرية الشابة..هل لا يمكن أن يكون هناك ستين ألف حالة مثل محمد صلاح؟! ومحمد صلاح هنا هو النموذج الأمثل للعمل والكفاح والنبوغ والتفرد والذى يمكن تعميمه على كل المجالات. منذ سنوات شجع الرئيس شباب مصر على التوجه لتخصصات أصبحت الآن هى محط أنظار واهتمام العالم أجمع مثل البرمجة والذكاء الاصطناعى.

حديث الرئيس هو أبلغ رد على محدودى القدرات ممن يتولون مسؤليةأى نشاط شبابى ويتحججون بأنهم (يغزلون برجل حمار!) لقد فاجأنا أحدهم والذى يتولى مسؤلية أحد منتخبات مصر الرياضية - مبررا لعجزه وسوء نتائجه – أن مصر لديها محترفَين وربع محترف! أعتقد أن حديث الرئيس واضح ويعنى أن من لا يستطيع أن يستخرج من ملايين الشباب المصرى العدد الكافى لتحقيق نجاحات تتناسب مع حقيقة شبابية التركيبة السكانية لمصر عليه أن يغادر موقعه فورا لم يستطيع! على المسؤلين فى مصر أن يكونوا على قدر ما يتولونه من مسؤليات وعلى قدر قامة مصر وقيادتها. مصر دولة شابة ولها الحق فى أن تحقق نجاحات تتناسب مع هذه الحقيقة. 

أخبار ذات صلة

0 تعليق