قدّم اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، قراءة شاملة لطبيعة التصعيد الإسرائيلي المتجدد، بأوامر نتنياهو، مؤكدًا أن ما يجري على الأرض ليس مجرد تطورات عسكرية متفرقة، بل جزء من سياسة إسرائيلية ثابتة تهدف إلى إطالة أمد الحرب وتكريس نهج القوة.
دوافع الحكومة اليمينية
جاءت تصريحاته خلال مداخلة مع الإعلامية إيمان الحويزي عبر شاشة القاهرة الإخبارية، حيث تناول دوافع الحكومة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو واستراتيجيتها في المرحلة الحالية.
تمسّك يميني بسياسات “الهمجية والعنصرية”
اللواء الشروف شدّد على أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية ما تزال متمسكة بما وصفها بـ“السياسات العنصرية والهمجية” ضد الشعب الفلسطيني، رغم تغير طبيعة الاشتباكات واتساع رقعتها منذ ساعات الصباح الأولى.
وأوضح أن القراءة الدقيقة للمشهد تُظهر أن إسرائيل لا تسعى إلى تخفيف وتيرة العمليات أو الانتقال إلى مرحلة جديدة، بل على العكس، تعمل على تعميق المواجهات وتوسيعها لتثبيت رؤيتها الأمنية القائمة على الردع بالقوة.
هجوم رفح الذريعة… والهدف سياسي
ووفقًا للشروف، فإن التصعيد الأخير جاء عقب ادعاء الجيش الإسرائيلي تعرّض جنوده لهجوم في رفح، وهو ما استغلته الحكومة سريعًا لرفع وتيرة العمليات.
وأشار إلى أن نتنياهو يستخدم هذه الأحداث لإظهار الحزم العسكري، في محاولة لتعزيز موقعه السياسي الداخلي وتحسين صورته أمام جمهوره اليميني، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة والانتقادات المستمرة لطريقة تعامله مع الحرب.
رسائل إلى حماس… وتعطيل تقارب واشنطن
وأضاف الشروف أن نتنياهو يسعى إلى إرسال رسائل مباشرة وواضحة إلى حركة حماس، مفادها أن إسرائيل مستمرة في الاغتيالات والقصف والتدمير ما لم تُسلّم الحركة سلاحها.
لكنه أكد أن هذه السياسة تتجاوز مجرد الضغط الأمني، إذ تتضمن أيضًا محاولة تعطيل أي تقارب قد ينشأ بين واشنطن وحماس خلال الفترة الراهنة، باعتبار أن أي انفراجة سياسية قد تهدد مشروع نتنياهو القائم على استمرار العمليات كخيار وحيد.
قصف الشجاعية والزيتون و28 شهيدًا في ساعات
وأشار الشروف إلى أن القصف المدفعي والغارات التي طالت اليوم أحياء خارج الخط الأصفر، إلى جانب مناطق الشجاعية والزيتون، وأسفرت عن نحو 28 شهيدًا منذ الصباح، تأتي ضمن جهود الحكومة الإسرائيلية للتأكيد على وجود “مجموعات تشكل خطرًا وجوديًا” على إسرائيل.
هذا الخطاب، بحسب الشروف، يُستخدم لتبرير استمرار العمليات العسكرية ولإقناع الداخل الإسرائيلي بضرورة الإبقاء على الزخم القتالي.
ذرائع أمنية متكررة
بين ذرائع أمنية متكررة، وتصعيد ميداني بلا حدود، ورسائل سياسية موجهة إلى الداخل والخارج، يبدو أن حكومة نتنياهو تسير في مسار واحد: إطالة أمد الحرب مهما كان الثمن.
وفي ظل غياب أي مؤشرات على حلول قريبة، تبقى الكلفة الإنسانية في غزة هي الأعلى… والقادم مرجّح أن يكون أكثر تصعيدًا ما لم تتغير المعادلات على الأرض.
















0 تعليق