في تطور يثير الكثير من الجدل في جنوب قطاع غزة، أعلنت ميليشيا ياسر أبو شباب المسلحة، المدعومة من إسرائيل والمتمركزة شرق رفح، بدء ما وصفته بعملية "تطهير المدينة من المسلحين" في خطوة تقول إنها تأتي ضمن “تنسيق مباشر” مع مجلس السلام الدولي.
الإعلان الذي جاء عبر مقطع فيديو بثته ما تسمى “القوات الشعبية” على صفحتها عبر موقع "فيسبوك"، أعاد الحديث عن الأطراف غير الرسمية التي باتت تظهر فجأة في المشهد الأمني للقطاع، وسط تساؤلات عن طبيعة هذه التشكيلات ومصدر شرعيتها ودور إسرائيل في تحركاتها.
عملية أمنية مثيرة للجدل تحت اسم "بيت بيت"
غسان الدهيني، نائب ياسر أبو شباب، قال في الفيديو إن العملية ستشمل “مختلف مناطق مدينة رفح”، مضيفاً أن الهدف هو “ضمان أمن المدنيين وتوفير بيئة خالية من التهديدات المتطرفة”.
واستخدم الدهيني عبارات لافتة أبرزها: "بيت بيت وشارع شارع.. سنطهر رفح من الإرهاب"، وهي صياغة ارتبطت تاريخياً بعمليات عسكرية واسعة النطاق، ما أثار مخاوف من أن تكون رفح مقبلة على موجة جديدة من المواجهات أو الانتهاكات.
ورغم أن الميليشيا تزعم التنسيق مع “مجلس السلام الدولي”، فإن مصادر عدة تشكك في صحة هذا الادعاء، مشيرة إلى أن المجلس — وهو منظمة غير حكومية — لا يمتلك صلاحية أو قوة تنفيذية تتيح له المشاركة في عمليات أمنية على الأرض.
وسط وقف إطلاق النار.. مسلحون محاصرون وانقطاع في الاتصالات
تأتي هذه التطورات في وقت لا يزال عشرات المسلحين محاصرين داخل رفح، رغم إعلان وقف إطلاق النار.
وتطالب حركة حماس بإخراجهم من المدينة، بينما ترفض إسرائيل ذلك، معتبرة وجودهم “تهديداً قائماً”.
وفي بيان سابق، قالت الحركة إن الاتصال مع هذه المجموعات، التي تقدر إسرائيل أعدادها بنحو 200 مسلح، قد انقطع منذ أشهر، ما يزيد من غموض الوضع داخل المناطق التي يقال إن الميليشيا تستعد لاقتحامها.
دوافع إسرائيل ودور الميليشيات المحلية
يرى مراقبون أن استخدام ميليشيات محلية مدعومة من إسرائيل قد يشير إلى تحول في استراتيجيتها جنوب القطاع، يقوم على عقيدة “القوى البديلة” لتجنب الاحتكاك المباشر أو خلق واقع أمني جديد بواجهات فلسطينية.
ويخشى آخرون من أن هذه التحركات قد تؤدي إلى صدامات داخلية تزيد من هشاشة الوضع الإنساني المتدهور أصلًا في رفح، التي تستضيف الآلاف من النازحين.
مشهد مفتوح على تصعيد
مع تزايد الغموض حول أهداف العملية وحقيقة التنسيق المعلن، تبقى رفح أمام احتمالين: إما دخول مرحلة جديدة من الصراع، أو تحول تلك الإجراءات إلى مجرد أدوات ضغط في المفاوضات الجارية.
وفي كلا الحالتين، يبقى المدنيون في قلب الخطر، وسط مدينة أنهكها الحصار والعمليات العسكرية المتواصلة.















0 تعليق