"الكرملين": العلاقات بين روسيا وبولندا تدهورت بشكل كامل

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين" دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، بأن العلاقات بين روسيا وبولندا وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة من التدهور، مؤكدًا أنّ وارسو تسعى بشكل واضح إلى خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع موسكو إلى أدنى درجة ممكنة، في ظل استمرار التوترات السياسية والعسكرية على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وجاءت تصريحات بيسكوف في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية توترًا حادًا منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية عام 2022، حيث تبنّت بولندا مواقف داعمة بقوة لأوكرانيا، واستضافت قوات ومعدات إضافية تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، فضلًا عن مساهمتها في فرض عقوبات واسعة على روسيا ومؤسساتها الاقتصادية والمالية.

أوضح بيسكوف أن التحركات البولندية الأخيرة – سواء على المستوى الدبلوماسي أو العسكري أو الإعلامي – تشير إلى رغبة وارسو في قطع جسور الاتصال مع موسكو، وهو ما اعتبره خطوة تزيد من تعميق الأزمة دون وجود مساعٍ حقيقية لاحتواء الخلافات. وأضاف أن روسيا لا تزال منفتحة على قنوات الحوار السياسية والدبلوماسية، لكنها ترى أن الجانب البولندي لا يتجه في هذا الاتجاه.

وفي المقابل، تتهم بولندا روسيا بالاستمرار في تهديد الأمن الأوروبي، سواء من خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا، أو عبر ما تصفه بـ"الهجمات السيبرانية وحملات التضليل الروسية" التي تقول وارسو إنها تستهدف مؤسساتها الحكومية والعسكرية.

وخلال الأشهر الماضية، تصاعدت التوترات الحدودية بين الجانبين مع نشر بولندا قوات إضافية على حدود بيلاروس المجاورة، بحجة مخاوف من تدفقات مهاجرين غير شرعيين مرتبطين – بحسب روايتها – بتسهيلات من موسكو ومينسك بغرض الضغط على الاتحاد الأوروبي.

كما شهدت الفترة الماضية حوادث اعتراض طائرات مسيّرة مجهولة فوق المجال الجوي البولندي، حملت وارسو مسؤوليتها لروسيا، بينما نفت موسكو تلك الاتهامات، واعتبرتها جزءًا من "دعاية سياسية تهدف إلى تهيئة الرأي العام لتصعيد عسكري".

وترافق التدهور الدبلوماسي مع انهيار شبه كامل في التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. فقد توقفت أغلب التبادلات التجارية، فيما تم تجميد مشاريع في مجالات الطاقة والنقل والدبلوماسية الأمنية. كذلك تم إغلاق العديد من المراكز الثقافية والتعليمية الروسية في بولندا، في حين فرضت الأخيرة قيودًا مشددة على التحويلات المالية والتأشيرات.

من جهة أخرى، يرى محللون أن التدهور في العلاقات لا يقتصر على البُعد الثنائي فحسب، بل يعكس أيضًا طبيعة المشهد الأوروبي الأوسع، حيث تلعب بولندا دورًا بارزًا داخل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في الدفع نحو تشديد المواقف ضد روسيا، خاصة في ظل التحضيرات الأوروبية لمواجهة أي امتدادات للصراع خارج الأراضي الأوكرانية.

ويؤكد مراقبون أن تصريحات بيسكوف تعكس انسدادًا دبلوماسيًا قد يستمر لفترة طويلة، خصوصًا في ظل غياب بوادر حقيقية لعودة الحوار بين الجانبين. ويرى خبراء في العلاقات الدولية أن احتمال تحسن العلاقات بين موسكو ووارسو لن يكون ممكنًا قبل حدوث تغيّر كبير في المشهد الأمني الأوروبي أو إحراز تقدم ملموس في مسار التسوية الأوسع للأزمة في أوكرانيا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق