ضرب شبكة الإنترنت على مستوى العالم، زلزال تقني بانقطاع يعد الأوسع خلال الفترة الأخيرة؛ وذلك بسبب خلل داخلي في أنظمة "Cloudflare".
وأدى العطل الذي وقع الثلاثاء 18 نوفمبر 2025، داخل "Cloudflare"، إحدى أكبر شركات البنية التحتية للويب، إلى تضرر عدة خدمات ومنصات بارزة مثل "ChatGPT وX"، ومنصات لصناعة المحتوى مثل "Canva"، وحتى بعض الوكالات الرسمية، بحسب تقارير لصحيفة "Financial Times".
فيما أشارت "The Guardian" إلى أن العطل حوالي الساعة 11:48 صباحًا بتوقيت لندن، واستمر لعدة ساعات قبل أن تعلن الشركة أن إصلاحًا تم تطبيقه بحلول 2:48 م بتوقيت العاصمة البريطانية.
سبب العطل
وأوضحت "Cloudflare" أن الجذور التقنية للعطل تعود إلى ملف تكوين "configuration file" يتم إنشاؤه تلقائيًا لإدارة ما يُعرف بـ"ترافيك التهديدات".
ونوهت بأن هذا الملف نما إلى حجم أكبر مما هو متوقع، بما في ذلك عدد المدخلات "entries"، وهذا النمو الزائد تسبب في تحطم جزء البرمجيات الذي يعالج الترافيك داخل عدة مكونات من شبكة "Cloudflare".
وتأثر نتيجة لهذا التحطم عدة خدمات للشركة، بما في ذلك قدراتها على التمييز بين الترافيك البشري والبوتات "Bot Mitigation".
ونفت الشركة أن يكون العطل ناتج عن هجوم سيبراني، مؤكدة أنه خلل داخلي، وليس هناك دلائل على هجوم خارجي أو نشاط خبيث.
تداعيات العطل
تأثرت العديد من مكونات شبكة "Cloudflare" بالعطل، ونتج عن ذلك "خطأ داخلي في الخادم"، ظهر في عدة مواقع، كما أن بعض الخدمات الأساسية مثل "WARP" (خدمة تشفير / شبكة افتراضية) تم تعطيلها مؤقتًا في بعض المناطق، التي ذكرت "The Guardian" أنها أوقفت مؤقتًا في لندن أثناء الإصلاح.
وبعد تطبيق الإصلاح الأولي، قالت الشركة إنها ستراقب أداء النظام؛ لضمان استعادة كل الخدمات بشكل كامل. ووفقًا لصفحة الحالة الرسمية لـ"Cloudflare"، فإن بعض المستخدمين قد يواجهون أخطاء متقطعة حتى بعد الإصلاح، لكنهم يتوقعون استعادة جميع الخدمات تدريجيًا.
كما أشارت بعض التقارير إلى أن مؤشرات "Bot Scores" قد تتأثر نتيجة هذا العطل، ما قد يغير كيفية تصنيف الترافيك البشري مقابل البوتات لدى العملاء.
وأعلنت شركة "Cloudflare" أنها أصلحت العطل، لكنها تواصل مراقبة الأخطاء، مشيرة إلى أنها تعتذر لعملائها عن ما حدث، وأنها ستتعلم من الحادثة لتحسين أنظمة العزل والاختبارات قبل التعديل.
كما وعدت الشركة بإجراء تحقيق داخلي ونشر تقرير تفصيلي ما بعد الحادثة "postmortem"؛ لتوضيح السبب الجذري وتعديل العمليات لمنع تكرار ذلك.















0 تعليق