قال عمرو فاروق الباحث في شئون حركات الإسلام السياسي، إن آخر صور الاستغلال الإنساني كانت في غزة وما كشف عنه من سرقة أموال قدرت بنصف مليار دولار من قبل الجماعة الإرهابية، مشيرًا إلى أن هذا يعكس انهيارًا أخلاقيًا واضحًا داخل هذه الجماعة موضحًا أنه كباحث ينظر إلى الأمر من زاوية الاستراتيجية الخاصة بتمويل الجماعة ومدى تأثير الكيانات الداخلية لجماعة الإخوان ووضعها الحالي في الرقابة على هذه الأموال.

وأضاف فاروق، خلال حواره ببرنامج “ستوديو إكسترا”،  والمذاع عبر فضائية “إكسترا نيوز”أن الاقتصاد المالي للجماعة نشأ على فكرة السيطرة على كعكة التبرعات والأموال التي اعتمدت عليها الجماعة منذ البدايات، لافتًا إلى أن حسن البنا منذ الأربعينيات وما بعدها اعتمد على جمع التبرعات وإعادة ضخها في بنية اقتصادية تضمن للكيان الاقتصادي للجماعة التمدد محليًا وإقليميًا ودوليًا موضحًا أن رقم نصف مليار دولار يعد رقمًا ضئيلًا مقارنة بحجم التبرعات السنوية التي تحصل عليها الجماعة خاصة أنها موجودة في أكثر من تسعين دولة لكل منها مؤسسات تعمل وفق ذات الآلية في السيطرة على الموارد من الزكاة والصدقات والتبرعات.

الإخوان وظفت القضية الفلسطينية وقضايا الأمة الإسلامية لجمع التبرعات

وأشار إلى أن الجماعة ظلت دائمًا توظف القضية الفلسطينية وقضايا الأمة الإسلامية مثل البوسنة والهرسك والشيشان لجمع التبرعات وتحفيز المسلمين على الدعم، مشيرًا إلى أنه بعد عام 2013 ومع هبوط تيارات الإسلام السياسي لجأت الجماعة إلى بناء شرعية جديدة بعد أن كانت تعتمد سابقًا على التغلغل داخل مؤسسات الدولة وتقديم نفسها كجماعة دعوية واجتماعية لها إطار سياسي سمح لها بالحصول على التبرعات تحت ذريعة رعاية الفقراء والمهمشين ومشروعات الطفل اليتيم.