في تجسيد بليغ لعمق الروابط الأخوية والتفاهم الاستراتيجي بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، التقى المستشار تركي آل شيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية، بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بحضور سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.
وعلى صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، شارك آل شيخ جمهوره بصورة من اللقاء، ومنشور قصير، عكس مشاعر الاحترام والتقدير التي تتجاوز حدود العمل الرسمي إلى روابط القرب والمحبة.
لم يكن المنشور مجرد إعلان عن لقاء رسمي، ولكن بمثابة شهادة صادقة في قامة قيادية عربية استثنائية، عبّر من خلاله تركي آل شيخ عن بالغ فخره وتشرفه بالاجتماع مع القائدين، واصفاً الشيخ محمد بن زايد بأنه "رمز للأصالة العربية والكرم والحكمة"، ومؤكداً أن هذه الخصال النبيلة "استقاها من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله".
إقرار يضع اللقاء في سياقه التاريخي، مؤكداً أن القيادة الإماراتية الحالية هي امتداد طبيعي وغير منقطع لمدرسة المؤسس، الذي رسخ قيم الانفتاح والتسامح والتنمية.
ولعل الجملة الأقوى والأكثر تعبيراً عن قوة الرابط بين الأجيال والقادة هي قوله: "ودائماً أقول زايد ما مات دام أبو خالد حي"، وهي العبارة التي اختزل فيها آل شيخ رؤيته للقيادية الإماراتية الممتدة، وتأكيد على استمرارية الإرث الحكيم للمؤسس، الذي لا يزال نبراساً يهدي قادة الحاضر والمستقبل في الإمارات.
هذا التقدير العلني والمتبادل بين شخصية سعودية بارزة وقيادة الإمارات مرآة عاكسة للعلاقة المتجذرة التي تجمع الشعبين الشقيقين، ويُسلط الضوء على مفهوم "القيادة الحكيمة" كقيمة مشتركة تُوجه مسار الدولتين نحو المستقبل.
تركي آل الشيخ.. صانع البهجة وقائد التغيير الإيجابي
جاء هذا اللقاء في وقت يشهد فيه النشاط الذي يقوده تركي آل الشيخ في هيئة الترفيه السعودية ازدهاراً منقطع النظير، مسطراً فصلاً جديداً من فصول التغيير الإيجابي ضمن رؤية المملكة 2030 الطموحة.
بقيادة آل شيخ الديناميكية والمبتكرة، تحولت المملكة إلى وجهة ترفيهية عالمية، واستقطبت فعاليات "موسم الرياض" وغيرها ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم، ليتجاوز دور آل الشيخ مجرد تنظيم الفعاليات، ويصبح محركاً لتنويع الاقتصاد وخلق بيئة جاذبة للاستثمار في قطاعات الثقافة والترفيه، التي كانت في طور التكوين.
هذا النجاح لم يقتصر على الجانب الترفيهي فحسب، بل امتد ليلامس الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، خالقاً فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ومستثمراً في الطاقات الشبابية، ومعززاً لجودة الحياة في المملكة، من خلال نشاط بارز، يتميز بالجرأة في الطرح والاحترافية في التنفيذ، يجعله نموذجاً للقائد التنفيذي الذي يستطيع تحويل الرؤى الكبرى إلى واقع ملموس ومبهر في زمن قياسي.
وتأتي هذه اللقاءات رفيعة المستوى لتؤكد على الأهمية الاستراتيجية لتبادل الخبرات والتنسيق في هذه المجالات الحيوية، فكلا البلدين يتشاركان التطلعات نحو رفع مستوى الرفاهية وجذب الاستثمار العالمي في قطاعات المستقبل.
العلاقة السعودية الإماراتية.. نموذج التلاحم الرسمي والشعبي
إن حضور الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، إلى جانب رئيس الدولة، في استقبال تركي آل الشيخ، يؤكد على الطبيعة الشاملة والمحورية للعلاقات الثنائية بين الرياض وأبوظبي. وهذه العلاقة ليست مجرد تحالف سياسي أو اقتصادي عابر، بل هي تلاحم استراتيجي يمتد إلى الجوانب الأمنية، الثقافية، والشعبية.
لطالما كانت السعودية والإمارات تُشكلان حجر الزاوية في استقرار المنطقة وركيزة أساسية لتعزيز العمل العربي المشترك، ويتم ترجمة هذا التفاهم على أرض الواقع من خلال التنسيق العالي في المحافل الدولية والملفات الإقليمية الحساسة.
وعلى المستوى الشعبي، لا يمكن لأي زائر أو مراقب أن يغفل مدى التناغم والانسجام، حيث يتشابك التاريخ والثقافة واللهجة والعادات، مما يجعل العلاقة بين الشعبين نموذجاً فريداً للود والمحبة، يتجاوز مجرد الجوار الجغرافي ليصبح اندماجاً ثقافياً واجتماعياً حقيقياً، حيث تُعامل رعايا كل دولة في الأخرى كأبناء البلد، في وقت تعمل فيه القيادتين بروح واحدة لخدمة مصالح الشعبين وتطلعاتهما نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وأمناً.
إن هذا التآخي القيادي هو الضمانة لاستمرارية القوة والاستقرار في وجه التحديات الإقليمية والدولية، من خلال علاقة مبنية على الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة، علاقة تتلخص في شعار: «المصير واحد، والهدف مشترك».

















0 تعليق