عقب تقارير عن صفقة أسلحة محتملة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، أرسلت إسرائيل رسالة إلى واشنطن تُعرب فيها عن قلقها من احتمال حصول السعودية وتركيا أيضًا على طائرات الشبح F35.
في الأيام الأخيرة، وُجّهت إسرائيل رسائل في هذا السياق إلى الإدارة الأمريكية، تضمنت قلقًا من تآكل التفوق التكنولوجي الإسرائيلي، ومخاوف من تسرب المعلومات إلى دول معادية، وإلحاق الضرر بالتفوق الجوي الإسرائيلي، بعد بيع المقاتلات "إف 35"، وهي التي تملكها إسرائيل وحدها في الشرق الأوسط.
"ميزة هذه الطائرة تكمن في قدراتها الفريدة، لا سيما الجمع بين رادارها القوي وأجهزة الاستشعار وكاميراتها. وهذا ما يهدد التفوق الجوي الإسرائيلي في حال بيع الطائرة لجهة أخرى في المنطقة.
التفوق العسكري الإسرائيلي
بالنسبة لإسرائيل، فإن السعودية دولة عدوة بحكم تعريفها، لكنها عمليًا تدافع عن المحور السني المعتدل، كما أنها دولة تشتري أسلحة وتكنولوجيا من الصين وروسيا. في الوقت الحالي، يتمثل القلق الأكبر في إسرائيل والمؤسسة الدفاعية الإسرائيلية في سباق التسلح المتنامي في المنطقة.
على الساحة المباشرة، لا يقتصر سباق التسلح على المملكة العربية السعودية فحسب، بل يشمل جميع دول الخليج العربي: البحرين، الكويت، قطر، مصر، الأردن، بالإضافة إلى تركيا، التي لديها بالفعل خطط لسوريا وغزة، أي لحدود مشتركة مع إسرائيل.
القلق الإسرائيلي أيضأً يتعلق بقدرات هذه الطائرة المقاتلة المتطورة. فالبصمة الرادارية المنخفضة والقدرة على التخفي ليستا سوى بعضٍ من هذه القدرات الفريدة. وتكمن الميزة الهائلة لطائرة إف-35 في كونها "حاسوبًا خارقًا طائرًا" يتمتع بقدرات استخباراتية وسيطرة واتصال استثنائية.
تجمع طائرة F-35 البيانات من جميع أجهزة استشعارها، مثل الرادار والأنظمة البصرية وأنظمة الدفاع وغيرها، ثم تُعالجها تلقائيًا لتُشكل صورة معركة متكاملة ومترابطة، تُعرض على الطيار بطريقة بسيطة ومتكاملة. هذا يُريح الطيار من عناء إدارة المعلومات ويُمكّنه من التركيز على القرارات التكتيكية.
حرية العمل الإسرائيلية
في العام الماضي، مُنح سلاح الجو الإسرائيلي حرية كاملة في العمل في الشرق الأوسط، وكان السبب في ذلك هذه المقاتلات وعدم وجود أنظمة رادار في سوريا أو لبنان، ولا بطاريات مضادة للطائرات فعالة في لبنان وسوريا.
أنظمة الأسلحة التي تسعى السعودية وتركيا لشرائها من الأمريكيين متطورة، وقد يُسهم بعضها في سد الفجوة التي تُحدثها إسرائيل في مجال الكشف المبكر عن حركة الملاحة الجوية، مما قد يعوق حرية العمل الإسرائيلية في المستقبل.
تسريب المعلومات
بعيدًا عن احتمال المواجهة المباشرة، تخشى إسرائيل خطر تسرب التكنولوجيا، حيث تحافظ السعودية على علاقات عسكرية مع الصين وروسيا. وتخشى المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية من وصول معلومات حساسة حول أنظمة التخفي وتقنيات الطائرة، وأنظمة الحرب الإلكترونية، ودمج أجهزة الاستشعار، إلى قوى منافسة للولايات المتحدة، مما يضر بمصالح أمنية أوسع.
فيما يتعلق بتركيا، قيل إن أنقرة، بقيادة رجب طيب أردوغان، تتبنى مواقف وسياسات معادية لإسرائيل بشكل واضح. ويُنظر إلى توفير قدرات هجومية خفية متطورة لدولة مشاركة بشكل فعال في الصراعات الإقليمية وعلاقاتها غير المستقرة مع إسرائيل على أنه تهديد استراتيجي محتمل للمستقبل. كما يسود قلق في إسرائيل من أن الأتراك قد لا ينقلون معلومات سرية إلى شركائهم، ولكن من أن الجهات المعادية لإسرائيل ستتعلم كيفية التعامل مع الطائرة.
المعضلة الحقيقية هي إقليمية، يكمن مفتاح الحل في صفقة إف-35 مع السعودية، حيث تريد إسرائيل تغيير مركز الثقل: أن تجعل ترامب يشترط التطبيع مع إسرائيل لإتمام الصفقة، دون أن تُلزم إسرائيل بتقديم "ثمن فلسطيني" أي اتخاذا خطوات حيال إنشاء دولة فلسطينية، وهي معادلة مُعقدة للغاية.















0 تعليق