أثار تقرير جديد لهيئة البث الإسرائيلية موجة واسعة من الجدل بعدما كشف عن تحركات سرية تنفذها حركة حماس لنقل أسلحة ووسائل قتالية إلى دول داعمة لها خارج المنطقة،
في خطوة تقول إسرائيل إنها تهدف لخلق شبكة تخزين قادرة على تأمين السلاح في أي سيناريو مستقبلي.
وبحسب التقرير، فإن الحركة بدأت بالفعل خلال الأسابيع الأخيرة في إعداد مسارات لوجستية جديدة تشمل دولًا في أفريقيا واليمن، إضافة إلى مواقع أخرى تعتبرها الحركة "استراتيجية" في حال تطور الأحداث.
استعدادات تحسبًا لسيناريو “نزع السلاح”
وفق الرواية الإسرائيلية، تأتي هذه التحركات في وقت تتكثف فيه النقاشات الدولية والإقليمية حول مستقبل سلاح حماس، خاصة مع تصريحات تربط المرحلة التالية من خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعملية نزع سلاح الحركة وتشكيل قوة متعددة الجنسيات تعمل داخل قطاع غزة بعد الحرب.
وتشير هيئة البث إلى أن حماس تتعامل مع التحرك الدولي بجدية، وتعمل على تجهيز بدائل تضمن استمرار قدراتها العسكرية حال تعرضها لضغوط لإلقاء السلاح أو فقدانه في الداخل.
تخزين طويل المدى بانتظار “يوم الأمر”
وقالت الهيئة إن المعلومات التي حصلت عليها تفيد بأن الحركة لا تكتفي بنقل السلاح خارج غزة، بل تخزن كميات من الوسائل القتالية في مواقع بعيدة جغرافيًا، بانتظار ما تصفه بـ"يوم الأمر"، وهو السيناريو الذي ترى الحركة أنها قد تكون فيه مضطرة لإعادة تهريب هذا السلاح إلى مناطق تراها حساسة واستراتيجية، وعلى رأسها قطاع غزة.
وتعتبر إسرائيل أن هذا السلوك يعكس رؤية بعيدة المدى لدى الحركة، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن التخطيط العسكري لحماس لا يتأثر بالجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد.
إسرائيل: القوة الدولية لن تكون كافية وحدها
من جهتها، تطرقت جهات أمنية إسرائيلية – بحسب التقرير – إلى أن القوة متعددة الجنسيات المتوقع نشرها في قطاع غزة ستكون أمام تحديات كبيرة في ملف نزع السلاح، خاصة إذا ما ثبت أن الحركة توسع شبكاتها خارج الحدود.
وأكدت المصادر الأمنية أن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بخيارات مفتوحة، بما في ذلك العودة إلى تنفيذ عمليات داخل عمق القطاع إذا طلب منه ذلك، مشددة على أن تل أبيب لا يمكنها التعويل بالكامل على القوة الدولية دون وجود جاهزية عملانية خاصة بها.
مشهد معقد يطرح أسئلة عن “اليوم التالي”
تكشف هذه المعطيات – وفق الجانب الإسرائيلي – عن معركة معقدة على السلاح وعلى مستقبل النفوذ داخل غزة. وبينما تتحدث أطراف عديدة عن ضرورة إنهاء القدرات العسكرية لحماس، تقول إسرائيل إن تحركات الحركة تشير إلى مسار مختلف تمامًا، يعكس استمرار الرهان على القوة المسلحة كجزء أساسي من استراتيجيتها في المرحلة المقبلة.

















0 تعليق