قدّم د.أحمد هارون، مستشار العلاج النفسي والصحة النفسية، روشتة نفسية متكاملة لاستخدام آمن ومتوازن للسوشيال ميديا، مؤكدًا أن التعامل مع الإدمان الرقمي لا يجب أن يبدأ بالمنع أو الانسحاب الفوري بل بالإحلال التدريجي، تمامًا كما يحدث في علاج إدمان المواد المخدرة.

وأوضح هارون خلال لقائه مع برنامج "الحياة اليوم" المُذاع على قناة "الحياة" أن الدراسات أثبتت فشل أسلوب "المنع المباشر"، مشددًا على ضرورة إيجاد بدائل حقيقية تملأ الفراغ النفسي والسلوكي، وعلى رأسها التوجيه الرياضي، الذي يعتمد على اختيار النشاط المناسب لكل طفل وفقًا لنسيجه العضلي واهتماماته الشخصية، وليس مجرد دفعه لممارسة رياضة عشوائية.

وأشار إلى أن أحد مؤشرات إدمان السوشيال ميديا هو فقدان التفاعل مع المحفزات الحسية المعتادة، مثل الطعام المفضل أو الأنشطة الاجتماعية، حيث يظل الطفل أو المراهق مشغولًا بهاتفه حتى أثناء تناول الطعام أو الخروج مع الأسرة، مما يعكس حالة من "التوحد الرقمي" مع الجهاز.

وأكد هارون أن الحل لا يكمن في تشتيت الانتباه بالخروج أو الترفيه المؤقت، بل في بناء روتين إيجابي واضح، يتضمن خطة يومية وبرنامجًا متوازنًا يعيد تنظيم الوقت والسلوك، محذرًا من أن غياب هذا الروتين قد يدفع الأبناء إلى بوتقة إدمانات متعددة.

في السياق، كشف هارون عن مبادرة روشتة الزواج التي أُطلقت ضمن المؤتمر الدولي الخامس للطب النفسي، والتي تهدف إلى معالجة الانفصال الذهني بين الأزواج، رغم وجودهم تحت سقف واحد، حيث أصبح كل طرف يعيش في جزيرة منعزلة، ممسكًا بهاتفه، أحيانًا للتواصل مع الغرباء بدلًا من شريك الحياة.

وأكد أن العلاج يبدأ من الوعي، وأن التكنولوجيا ليست عدوًا، بل أداة تحتاج إلى إدارة نفسية واجتماعية رشيدة، تحفظ التوازن بين العالم الرقمي والواقع الحقيقي.