وجّهت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، انتقادًا لاذعًا وغير مسبوق للجنة الأولمبية الدولية، متهمة إياها بتبني سياسة “المعايير المزدوجة” ونسف مبدأ “الرياضة خارج السياسة”، وذلك بعد (رفض) منح اعتماد صحفي لمراسلي وكالة ريا نوفوستي لتغطية الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2026 في إيطاليا.
وقالت زاخاروفا في تصريح خاص للوكالة إن التبرير الذي قدمته اللجنة “سخيف في الشكل ومخزٍ في المضمون”، معتبرة أن ما حدث يُعد خطوة جديدة ضمن سلسلة قرارات تُظهر “تحيزًا منهجيًا ضد روسيا
انتهاك لمبدأ وضعه الأب المؤسس للأولمبياد الحديث
وأوضحت زاخاروفا أن مسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية “داسوا فعليًا” على مبدأ الرياضة خارج السياسة الذي وضعه بيير دي كوبرتان كأساس لميثاق الأولمبياد، مشيرة إلى أن اللجنة باتت تُميّز الرياضيين والإعلاميين على أساس قومي، في مخالفة واضحة لقواعد الحركة الأولمبية
وأضافت (اللجنة بسياساتها الحالية تُهين الرياضيين وملايين المعجبين حول العالم)، وتحرمهم لأسباب شوفينية من حق متابعة منافسات يُفترض أن تكون مفتوحة للجميع
اللجنة الأولمبية تختلق أسبابًا جديدة
ومن جانبها اتهمت زاخاروفا اللجنة بأنها لم تعد تتذرّع فقط بمواقف الدول المضيفة كما في السابق، بل باتت “تختلق بنفسها” أسبابًا غير موجودة، الأمر الذي تجلى في رفض وصول مراسلي ريا نوفوستي إلى مواقع المنافسات.
وأكدت أن التبرير الذي قدمته اللجنة بأن “عددًا من الصحفيين الروس قد حصلوا بالفعل على اعتماد صحفي” لا يقنع حتى “المراقب الخارجي”، ويمثل حسب وصفها “تجليًا إضافيًا لسياسة عدائية تجاه روسيا
سياسة ممنهجة ومعاداة واضحة لروسيا
وقالت المتحدثة الروسية إن هذا السلوك ليس حادثًا منفصلًا، بل “جزء من خط سياسي غربي موجه ضد روسيا”، مشيرة إلى أن اللجنة الأولمبية الدولية “تواصل تجاهل المبادئ الأساسية للحركة الأولمبية لخدمة أجندات سياسية ضيقة .
وأضافت أن الصحفيين الروس يواجهون قيودًا مماثلة كلما حاولوا تغطية أحداث رياضية عالمية، مؤكدة أن الوضع تكرر عام 2024 عندما رفضت اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس اعتماد مراسلين من ريا نوفوستي سبورت ووكالة إزفيستيا
اتهامات للجنة بتقديم نفسها مجرد تابع
وتابعت زاخاروفا أن الأجهزة القيادية للحركة الأولمبية دأبت في السنوات الأخيرة على “الاختباء وراء موقف الدولة المضيفة”، مقدّمة نفسها كـ“منفذ مطيع” بدلاً من أن تكون مؤسسة مستقلة تحافظ على وحدة الحركة الأولمبية.
دعوة روسية لتدخّل أممي
وفي ختام حديثها، طالبت زاخاروفا المنظمات الدولية المتخصصة ــ مثل الأمم المتحدة واليونسكو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ــ باتخاذ “موقف واضح وحاسم” من السياسات التي وصفتها بـ“المنحازة” للجنة الأولمبية الدولية، معتبرة أن تجاهل هذه الحادثة سيُعد “مثالًا جديدًا على الانحياز والخلل الوظيفي .
خلفية القرار: رفض صريح من اللجنة الأولمبية الدولية
وكانت اللجنة الأولمبية الدولية قد أبلغت أمس هيئة تحرير ريا نوفوستي قرارها النهائي بعدم منح اعتماد صحفي لتغطية الألعاب الأولمبية الشتوية 2026، حيث جاء في الرسالة الرسمية:
“نأسف لإبلاغكم أننا لن نتمكن من تخصيص اعتماد صحفي إضافي لمنظمتكم لهذه الألعاب”.
وأضافت اللجنة أنها وزّعت بالفعل “عددًا محددًا” من الاعتمادات على مؤسسات إعلامية روسية، ولا يمكن زيادة الحصة.
وكانت طلبات اعتماد ريا نوفوستي قد وُضعت سابقًا على “قائمة الانتظار”، وهي نفس المشكلة التي واجهتها الوكالة خلال أولمبياد باريس 2024
مشاركة روسية محدودة في أولمبياد 2026
وتقام الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة في مدينتي ميلانو وكورتينا دامبيتسو شمال إيطاليا، خلال الفترة من 6 إلى 22 فبراير 2026. وقد تأهل حتى الآن ثلاثة رياضيين روس للمشاركة بصفة “محايدة”، وهم:
– أديليا بيتروسيان (التزلج الفني)
– بيتر غوميننيك (التزلج الفني)
– نيكيتا فيليبوف (التزلج الجبلي)














0 تعليق