نجح الجيش السوداني السبت عبر عملية عسكرية خاطفة، استعادة محلية أم دم حاج أحمد وكازقيل في شمال كردفان، مؤمنًا بذلك مدينة الأبيض من أي هجوم بري، وفقًا لصحيفة “سودان تربيون”.
ونشر جنود من الجيش السوداني وحلفاؤه مقاطع فيديو تظهر سيطرتهم على محلية أم دم حاج أحمد شرقي بارا.
وقالت مصادر عسكرية للصحيفة، إن الجيش استعاد أيضا السيطرة على كازقيل جنوبي الأبيض، حيث يعمل على تأمينها ونشر ارتكازات دفاعية تحسبًا لأي هجوم محتمل.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش يخطط للتقدم وصولًا إلى الحمادي والدبيبات، تمهيدًا لفك الحصار البري الذي تفرضه مليشيات الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو على الدلنج وكادقلي بجنوب كردفان.
وشهدت كازقيل تبادل سيطرة عدة مرات، مع معارك عنيفة آخرها في منتصف سبتمبر المنصرم، نظرًا لموقعها الاستراتيجي الرابط بين شمال وجنوب كردفان.
واستطاع الجيش، بعد سيطرته على كازقيل وأم دم حاج أحمد، إبعاد المخاوف بشأن هجوم بري على الأبيض، كما يتحدث مراقبون عن أن السيطرة على هاتين المنطقتين من شأنها تسهيل استعادة مدينة بارا الاستراتيجية.
هجمات جوية على معاقل المليشيا في ولاية غرب كردفان
وفي ولاية غرب كردفان، يواصل سلاح الجو السوداني تنفيذ غارات جوية على مواقع انتشار مليشيا الدعم السريع في مناطق متعددة بالولاية، وخاصة في بابنوسة.
وبحسب صحيفة “المشهد” السودانية، نفذ الطيران الحربي للجيش مساء الجمعة سلسلة غارات جوية مركزة استهدفت مواقع تمركز مليشيا الدعم السريع في بابنوسة.
وأكدت مصادر عسكرية أن العمليات أسفرت عن تدمير أربعة مدافع من عيار 120 ملم بكامل أطقمها، كانت موجهة نحو مقر الفرقة 22 مشاة.
وأوضحت المصادر أن هذه الضربات جاءت في إطار محاولات الجيش لتخفيف الضغط على قواته داخل المدينة، مشيرة إلى أن الساعات المقبلة قد تشهد اشتباكات مباشرة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع في محيط الفرقة 22، حيث تتواصل التحركات العسكرية على الأرض بالتزامن مع الغارات الجوية.
وتخضع مدينة بابنوسة لحصار من مليشيا الدعم السريع منذ أكثر من عام، حيث تعتمد قوات الجيش داخل المدينة على الدعم عبر الإسقاط الجوي لتأمين الإمدادات.
وخلال هذه الفترة، تصدت قوات الجيش لعدة هجمات شنتها مليشيا الدعم السريع، ما جعل المدينة إحدى أبرز نقاط المواجهة في ولاية غرب كردفان.
البرهان يدعو للتعبئة
وتأتي التطورات، في وقت أعلن فيه قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، تجديد التعبئة العامة ودعا جميع السودانيين القادرين على حمل السلاح إلى التقدم والمشاركة في المعارك ضد مليشيا الدعم السريع، مؤكدًا أن المواجهة لن تنتهي إلا بالقضاء الكامل على الميليشيا المتمردة.
وأمام حشد جماهيري في قرية السريحة بولاية الجزيرة، شدد البرهان على أن كل شخص قادر على حمل السلاح يجب أن ينضم إلى المعركة من أجل هزيمة مليشيا الدعم السريع والقضاء عليها في كل مكان.
وأكد أن المعركة لن تحسم عبر اتفاق أو هدنة، بل عبر المواجهة المباشرة حتى النهاية.
وأضاف أن أي حوار مع مليشيا الدعم السريع لن يتم إلا بعد تجميعها في مكان واحد وتسليمها السلاح.
وأشار إلى أن الوسطاء يجب أن يدركوا أن التفاوض لن يبدأ إلا بعد نزع سلاح المتمردين، وأن الجيش سيواصل القتال حتى يحقق هدفه بالقضاء عليهم.













0 تعليق