"واشنطن بوست": ترامب يلجأ للغموض الاستراتيجي ويخفي خطواته المقبلة بشأن فنزويلا

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نقلا عن مصادر مطلعة، إن الرئيس دونالد ترامب يدرس توجيه ضربات لفنزويلا بينما تستعد القوات الأمريكية لتلقي الأمر بهجوم محتمل.

وذكرت "واشنطن بوست" نقلا عن المصادر أن مناقشات رفيعة المستوى حول إمكانية توجيه ضربة لفنزويلا وكيفية القيام بذلك، جارية منذ أيام.

وصرح مسؤول في الإدارة الأمريكية للصحيفة بأن مجموعة من الخيارات عرضت على الرئيس ترامب.

وأكد لـ"واشنطن بوست" أن ترامب بارع جدا في الحفاظ على الغموض الاستراتيجي ومن الأمور التي يجيدها عدم إملاء أو إطلاع الخصوم على خطوته التالية.

وبين المسؤول الإداري للصحيفة: "الولايات المتحدة تتابع ما يجري في فنزويلا وما الأحاديث بين أتباع مادورو وأعلى مستويات نظامه.. مادورو خائف للغاية ويجب أن يكون خائفا.. لدى الرئيس خيارات متاحة تضر كثيرا بمادورو ونظامه.. نعتبر هذا النظام غير شرعي وهو لا يخدم مصالح نصف الكرة الغربي".

وفي السياق، أشارت الصحيفة إلى أن أي ضربة على الأراضي الفنزويلية ستقوض وعود الرئيس المتكررة بتجنب صراعات جديدة وتخالف الوعود التي قطعت للكونغرس في الأسابيع الأخيرة بعدم وجود استعدادات نشطة لمثل هذا الهجوم.

كما أوضحت "واشنطن بوست" أن هذه الضربة قد تعقد تعامل الولايات المتحدة مع دول أمريكا اللاتينية الأخرى وتعمق الشكوك حول ما إذا كانت غاية ترامب هي الإطاحة القسرية بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي اتهمه ترامب بإرسال المخدرات والمجرمين العنيفين إلى الولايات المتحدة، أو السيطرة على موارد فنزويلا.

وفي تفاصيل تقريرها، قالت الصحيفة الأمريكية إن وزير الدفاع بيت هيغسيث، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، عادا إلى البيت الأبيض يوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي من المداولات التي تركز على العمل العسكري المحتمل في فنزويلا، حيث تستعد القوات الأمريكية في المنطقة لأوامر هجوم محتمل.

وأفادت بأنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب قد قرر مواصلة هذا التصعيد، على الرغم من أن مناقشات رفيعة المستوى حول إمكانية توجيه ضربة لفنزويلا وكيفية القيام بذلك جارية منذ أيام، وفقا لهؤلاء الأشخاص، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم نظرا لحساسية الأمر.

وأضافوا أن نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ونائب رئيس الأركان ستيفن ميلر انضموا أيضا إلى اجتماع البيت الأبيض.

ورفض متحدث باسم البيت الأبيض التعليق، ولم يستجب المكتب الصحفي للبنتاغون لطلب التعليق.

وتتمتع الولايات المتحدة بتفوق عسكري هائل على فنزويلا، لكن التوسع الكبير في أنشطتها يهدد أيضا بتعريض القوات الأمريكية لخطر جسيم.

ووفق الصحيفة، يدرس الطيارون المقاتلون على متن حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد ر. فورد" المرسلة إلى المنطقة، الدفاعات الجوية الفنزويلية، لكنهم لم يعرفوا بعد ما إذا كانوا سيتلقون أوامر بالهجوم، وفقا لما ذكره مصدر مطلع.

ومع وصول حاملة الطائرات "جيرالد ر. فورد"، أصبح هناك حوالي 15 ألف جندي أمريكي في المنطقة، بمن فيهم أفراد موزعون على نحو اثنتي عشرة سفينة حربية، وتعزيزات أرسلت في الأسابيع الأخيرة إلى منشآت أمريكية في بورتوريكو.

ويمثل هذا الوجود مجتمعا مذهلا في منطقة لم تشهد تاريخيا سوى سفينة أو اثنتين من سفن البحرية الأمريكية في آن واحد، إلى جانب عمليات خفر السواحل الأمريكي الروتينية لضبط المخدرات، والتي عادة ما تفضي إلى اعتقال المهربين المزعومين ومصادرة أي مواد محظورة.

وحتى يوم الجمعة، كانت هناك سبع سفن حربية أمريكية في منطقة البحر الكاريبي، وشملت هذه السفن الطرادات الصاروخية الموجهة "يو إس إس غيتيسبيرغ" و"يو إس إس ليك إيري" والمدمرتين "يو إس إس غرافلي" و"يو إس إس ستوكديل" والسفن البرمائية "يو إس إس إيو جيما" و"يو إس إس فورت لودرديل" و"يو إس إس سان أنطونيو".

وكانت السفينة فورد قريبة في المحيط الأطلسي مع المدمرات "يو إس إس ماهان" و"يو إس إس بينبريدغ" و"يو إس إس وينستون إس تشرشل".

وأثارت الخطط الأمريكية أيضا إمكانية إشراك "قوة دلتا" النخبوية التابعة للجيش، وفقا لشخصين مطلعين على الأمر.

وبالإضافة إلى ذلك، تستعد وحدة العمليات الخاصة عالية التدريب لمجموعة من مهام الاعتقال والقتل، وقد استخدمت بشكل متكرر خلال عقدين من الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط.

وفي الأسابيع الأخيرة، أرسل ترامب وكبار مستشاريه إشارات متضاربة بشأن نوايا الإدارة، فقد أعرب مرارا عن رغبته في توسيع نطاق حملة "على الأرض" التي أودت بحياة ما يقدر بـ 80 شخصا على متن زوارق سريعة صغيرة يزعم أنها كانت تهرب المخدرات عبر البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ.

ومع ذلك، بينما كان الكونغرس يناقش تشريعا يمنعه من بدء حرب في فنزويلا، أخبر هيغسيث وروبيو سرا بعض المشرعين أن الإدارة لا تخطط حاليا للقيام بذلك وهو تأكيد ساعد في إقناع عدد كاف من الجمهوريين برفض الإجراء.

وخلال إحاطة عقدت أواخر أكتوبر في مبنى الكابيتول، سأل أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب مسؤولين عسكريين عما إذا كان البنتاغون يخطط لأي عمليات داخل فنزويلا، وفقا لما ذكره نائب ديمقراطي.

وأضاف النائب "أنهم تلقوا تأكيدات حينها أيضا بأن الإجابة كانت "لا".

وقال هذا الشخص متحدثا عن البنتاغون شريطة عدم الكشف عن هويته لأن الإحاطة التي تلقاها كانت سرية: "بدأت أعاني من انعدام كبير بثقتي بالوزارة.. وبدأت أعتقد أن دوافعهم ليست صادقة، وأنهم لا يتحلون بالشفافية والصراحة مع الكونغرس".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق