في كل شتاء، تتكرر إصابة الأطفال بنزلات البرد والفيروسات، رغم حرص كثير من الأمهات على توفير الدفء والرعاية. لكن المفاجأة أن بعض الممارسات اليومية– التي تعتقد الأمهات أنها صحيحة– قد تساهم في إضعاف المناعة وزيادة فرص الإصابة بالأمراض، خاصة بين الأطفال في مراحل التعليم المبكر.

أبرز هذه الأخطاء يتمثل في المبالغة في تدفئة الطفل. فارتداء طبقات كثيرة من الملابس يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم الزائدة، ثم تعرّضه للتعرق ثم البرودة عند خلع الملابس، وهو ما يجعل الطفل أكثر عرضة للعدوى. 

وينصح الخبراء بارتداء طبقة قطنية أساسية مع جاكيت مناسب للطقس دون إفراط.

ومن الأخطاء الشائعة أيضًا إغلاق النوافذ طوال اليوم خوفًا من دخول الهواء البارد. ورغم حسن نية الأمهات، فإن غياب التهوية يساعد على تراكم الميكروبات داخل المنزل وانتقال العدوى بين أفراد الأسرة بسرعة. وينبغي تهوية الغرف لمدة قصيرة يوميًا لضمان تجدد الهواء.

أما خفض كمية الماء التي يتناولها الطفل في الشتاء فيُعد من أبرز أسباب إضعاف المناعة؛ إذ يساعد الماء على ترطيب الأغشية المخاطية التي تُعد خط الدفاع الأول ضد الفيروسات. ويجب تذكير الطفل بشرب الماء بانتظام حتى وإن لم يشعر بالعطش.

كما تقع بعض الأمهات في خطأ الإكثار من السكريات تحت مسمى زيادة الطاقة في الشتاء؛ إلا أن الحلويات الجاهزة والمشروبات السكرية تضعف الجهاز المناعي وتزيد الالتهابات. 

ويمكن استبدالها بالفواكه الغنية بالفيتامينات أو مشروبات دافئة طبيعية مثل الينسون والكراوية.

وتعتقد بعض الأمهات أن حبس الطفل في المنزل عند انخفاض الحرارة يحميه من العدوى، لكن الحقيقة أن قلة التعرض للهواء الطلق والشمس تقلل من فيتامين “د” الضروري للمناعة. 

ويمكن السماح بخروج الطفل وقت الظهيرة لمدة قصيرة مع ارتداء ملابس مناسبة.

كما يُعد تأخير وجبة الإفطار أو الاكتفاء بوجبات غير متوازنة من الأخطاء الشائعة التي تُضعف قدرة الجسم على مقاومة الأمرا ض  فالإفطار الغني بالبروتين والفيتامينات يرفع مناعة الطفل ويمنحه طاقة كافية خلال اليوم الدراسي.

ولا نغفل خطأ عدم تعليم الطفل قواعد النظافة الشخصية مثل غسل اليدين بانتظام واستخدام المناديل عند السعال أو العطس، وهي من أهم وسائل الوقاية في المدارس.

وتساعد تجنب هذه الممارسات الخاطئة واتباع أساليب علمية بسيطة في تعزيز مناعة الأطفال، وحمايتهم من الفيروسات الموسمية التي تنتشر في فصل الشتاء