كشف العميد دكتور رامي غيط، الخبير الأمني والاستراتيجي، عن الأساليب الخطيرة التي باتت تعتمد عليها شبكات الكسب غير المشروع المنتشرة عبر تطبيقات الهواتف الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه الشبكات تستهدف فئات واسعة من الشباب من خلال محتوى "جذاب ولامع" يخفي وراءه واقعًا مظلمًا ونهاية كارثية.
وأوضح غيط في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن أخطر ما في هذه الظاهرة هو سهولة الانتشار؛ فمجرد ضغطة زر كفيلة بوصول المحتوى المضلل إلى آلاف الشباب، ما يدفع البعض إلى السعي وراء مكاسب سريعة دون إدراك للعواقب القانونية أو الأخلاقية.
وأشار إلى أن العروض الوهمية التي تقدّمها هذه الشبكات تُظهر ربحًا وفيرًا بلا جهد، وتُروّج لنمط حياة مبهر يوهم الضحايا بأن الطريق إلى الثراء سريع وسهل ومتاح للجميع.
وأكد أن وزارة الداخلية تبذل مجهودًا يوميًا ضخمًا لملاحقة هذه الشبكات، مشيرًا إلى القبض على شبكة تضم 13 فتاة مؤخرًا، بينها عناصر لها معلومات جنائية، مؤكدًا أن هذه ليست الواقعة الأولى ولا الأخيرة، وأن الضربات الأمنية تتكرر بشكل يومي لوقف تمدد هذه الظواهر.
وأضاف أن خطورة هذه التطبيقات لا تقف عند حدود الجريمة فقط، بل تمتد إلى تهديد منظومة القيم والتقاليد، إذ تدفع بعض الفتيات والشباب إلى تقليد ما يرونه عبر المؤثرين وصنّاع المحتوى الذين يستعرضون ممتلكاتهم وهداياهم وأسلوب حياتهم المبهر دون أي ضوابط.
وشدد الخبير الأمني، على أن مواجهة هذه الظاهرة لا يمكن أن تكون مسئولية الأجهزة الأمنية وحدها، بل تتطلب تضافر جهود المجتمع بأكمله؛ بدءًا من الأسرة، مرورًا بالمدرسة والجامعة، ووصولًا إلى المؤسسات الدينية والإعلامية والمدنية.
وأكد ضرورة رفع الوعي بخطورة الانسياق وراء المحتوى المضلل، والعمل على تقديم بدائل إيجابية تُرسّخ الوعي وتحصّن الشباب من الوقوع فريسة لهذه الشبكات.
وختم غيط مؤكدًا أن الطريق الوحيد لمواجهة هذا الخطر هو التكاتف المجتمعي، إلى جانب الضربات الأمنية التي لا تتوقف، لضمان حماية الأجيال الجديدة ومنع تفشي هذا النوع من الجرائم الإلكترونية.









0 تعليق