وجّه الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة "الدستور"، انتقادات لاذعة لأحزاب المعارضة التي تزعم هيمنة قائمة انتخابية واحدة وتحديد نتائج المقاعد مسبقًا، واصفًا إياها بـ"أحزاب النواح السياسي"، وحمّلها جزءًا من مسئولية الفشل في خلق تنافس حقيقي.
أحزاب تُمارس سياسة "المظلومية السياسية"
ووجه "الباز"، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج "كل الكلام"، المذاع على قناة "الشمس"، اللوم بشكل مباشر للأحزاب الأخرى وعلى رأسها أحزاب "الحركة المدنية"، مشيرًا إلى أن هذه الأحزاب تُمارس سياسة "المظلومية السياسية"، حيث يرتفع صياحها ونقدها بشكل أكبر بكثير من "المنجز" الذي تقدمه، قائلًا: "هم يعملون بمنطق المظلومية السياسية، أننا مظلومون، أننا محاصرون، أننا لسنا قادرين على الشغل، لا يعطون لنا مساحة".
"هو مش عايز يدخل في هذه المنافسة لأنه أولًا لن ينجح لأسباب تتعلق بتواجده في الشارع"
وتساءل عن عدم قيام هذه الأحزاب بخوض المنافسة وتشكيل قوائم بديلة رغم توافر الإمكانيات ورجال الأعمال لديهم القادرين على تمويل الحملات، قائلًا: "هذا الفشل الذي أنت موجود فيه، ليه لا تتحمل أنت المسئولية وتلقي بها على الأجهزة الأمنية وعلى أحزاب الموالاة للدولة؟، ما تعمل قائمة، لكن هو مش عايز يدخل في هذه المنافسة، لأنه أولًا لن ينجح لأسباب تتعلق بتواجده في الشارع".
"لن نذهب لأن القائمة واحدة وناجحة" عوار في العملية الانتخابية يتحمل مسئوليته الجميع
وأوضح أن حالة العزوف الشعبي تحت شعار "لن نذهب لأن القائمة واحدة وناجحة" هو "عوار في العملية الانتخابية" يتحمل مسئوليته الجميع، بما في ذلك الأحزاب التي تُجيد النواح السياسي طول الوقت.
وفي سياق متصل، أعرب عن استيائه من التضخم الهائل في عدد الأحزاب السياسية في مصر التي تصل إلى 100 وأكثر، رغم أن تأثيرها على أرض الواقع منعدم تقريبًا، مرجعًا هذه الظاهرة إلى كون معظمها "وُلد في ظرف.. ولادات قيصرية" بعد ثورة يناير، حيث نشأت في ظل ثورة تطلعات لم تتوافق مع الإمكانيات الواقعية، وتم تأسيسها بلا هدف واضح وبلا برنامج واضح.
وطالب بضرورة تطبيق سياسة تحديد النسل في الأحزاب، مؤكدًا: "أنا في مصر مش محتاج أكثر من ثلاثة أحزاب على فكرة.. ثلاثة أحزاب قوية، وساعتها أنا أقدر أقول تداول سلطة، وساعتها أنا أقدر أقول إن النظام يبقى برلماني مش رئاسي".
وانتقد دعوات التحول إلى النظام البرلماني، معتبرًا أنها "تعوم في مية البطيخ" في ظل غياب نظام حزبي قوي يمكن أن يخدم هذا النظام، حيث إن المسألة تتطلب أحزابًا قادرة على إدارة بلد كامل وليس فقط التنافس على رئاسة الدولة.











0 تعليق