قال الشيخ يسري جبر العالم الأزهري، إن حديث امرأة رفاعة القرظي يُعد من أبلغ النصوص التي تكشف عن روعة الأسلوب النبوي في معالجة القضايا الدقيقة التي تمس خصوصيات الأسرة، دون الخروج عن باب الحياء والأدب الرفيع.
وأوضح خلال برنامج “اعرف نبيك” عبر قناة الناس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم حكمًا شرعيًا بالغ الأهمية يتعلق بعودة المطلقة ثلاثًا، من خلال كنايات راقية تجنب السامعين أي حرج، مؤكدًا أن هذا الحديث مثال عملي على البلاغة النبوية في البيان.
وأضاف جبر أن المرأة عبّرت عن شكوتها بقولها إن زوجها الثاني “ما معه إلا مثل هدبة الثوب”، وهي كناية عن عدم القدرة، فجاء رد النبي بكناية أرقّ حين قال: “حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك”، ليقرر شرطًا شرعيًا واضحًا: أن الزواج الثاني لا يُعد زواجًا حقيقيًا ما لم تحدث العلاقة الكاملة.
وأكد أن هذا لا يهدف إلى توصيف العلاقة، بل إلى منع التحايل على حكم الله، مشيرًا إلى أن هذا التشريع ليس لإذلال المرأة أو تعقيد حياتها كما يظن البعض، بل رسالة تربوية للرجل حتى لا يستهين بالطلاق ولا يفرّط في حياته الأسرية بلا وعي.
وقال إن الشريعة منحت الرجل الكلمة لأنها تقتضي منه عقلًا وهدوءًا ومسئولية، لا سرعة غضب أو تهورًا يدفع ثمنه لاحقًا.
وختم بأن قراءة الحديث خارج سياقه البلاغي والإنساني تسببت في سوء فهمه، مؤكدًا أن السنة النبوية تعتمد المجاز والكناية في مواضع كثيرة، ومن ينكر ذلك يقع في أخطاء تفسيرية جسيمة.












0 تعليق