جريمة لا تسقط.. "سياحة القنص" تكشف مجازر مروعة بحق المدنيين في البوسنة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد أكثر من ثلاثة عقود على انتهاء الحصار الوحشي لمدينة سراييفو، أعلن الادعاء الإيطالي عن فتح تحقيق في ما يُعرف بـ"سياحة القناصة"، حيث اوضح أن أجانب دفعوا أموالًا لإطلاق النار على المدنيين خلال الحصار.

وقالت “دويتشه فيله” إن التحقيق يركز على ما يُسمى بالقناصة الهواة أو "سياح القناصة"، الذين وصلوا إلى التلال المحيطة بسراييفو خلال الحرب البوسنية، التي استمرت من 1992 حتى 1995. 

القوات الصربية دعمت سياحة القنص

وأضافت أن هؤلاء الأجانب لم يكونوا يقاتلون ضمن صفوف القوات الصربية، بل دفعوا مقابل إطلاق النار على المدنيين في ما وصفه البعض بـ"رحلات سراييفو".

وأشارت الشبكة، إلى أن التحقيق بدأ بعد أن سلّم الصحفي الإيطالي إزيو غافاتزيني مع محاميين ملفًا من 17 صفحة حول الأحداث إلى مكتب المدعي العام في ميلانو. وقال غافاتزيني في تصريح لـDW إن الفيلم الوثائقي "سفاري سراييفو" للمخرج السلوفيني ميران زوبانيتش، الذي عُرض عام 2022، أعاد إحياء اهتمامه بالقضية وأشعل فتيل التحقيقات الأخيرة.

مطلقو النار مجهولون حتى الآن

وأكدت دويتشه فيله، أن المدعين الإيطاليين لم يُعلنوا أسماء أي من المشتبه بهم، لكنها قالت إن التحقيق قد يكشف عن ذلك قريبًا. وأضافت الشبكة أن غافاتزيني كان على تواصل مع مصادر من بينهم ضابط في جهاز المخابرات البوسني، تحدث عن تواجد "سياح قناصة" إيطاليين في الجبال المحيطة بسراييفو.

وقالت الشبكة الألمانية، إن مكتب المدعي العام في ميلانو أحال التحقيق إلى وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لمجموعة العمليات الخاصة بالشرطة الإيطالية (ROS)، لتصبح إيطاليا أول دولة تطلق مثل هذا التحقيق على الإطلاق.

شهادات ووثائق حول "رحلات القناصة"

نقلت دويتشه فيله عن ضابط المخابرات العسكرية البوسني السابق إدين سوباسيتش قوله إن الأجانب دفعوا أموالًا لإطلاق النار على المدنيين من التلال المحيطة بسراييفو. وأضاف أن هناك قائمة أسعار تعتمد على ما إذا كانت الأهداف رجالًا، نساءً، نساء حوامل، أو أطفالًا.

وأوضحت الشبكة، أن بعض القناصة كانوا معروفين بين السكان باسم "تشيتنيك نهاية الأسبوع"، في إشارة إلى الصرب المتطرفين الذين كانوا يتمركزون حول المدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما يعودون إلى أعمالهم لاحقًا.

وأشار التقرير إلى شهادات المدنيين، حيث فقد دزيميل هودزيتش شقيقه أمل على يد قناص عام 1993، وكان عمره حينها عشر سنوات فقط. وقال هودزيتش إن معلوماته تشمل مرتزقة ومتطوعين من روسيا واليونان، وكذلك من الشتات الصربي، مضيفًا أن بعض الأجانب كانوا يصلون لسراييفو لمدة يومين فقط ويعودون بعد انتهاء "رحلتهم القتالية".

ذكرت الشبكة الألمانية أن الحصار تسبّب في سقوط آلاف الضحايا المدنيين، وأن قضية "سياحة القناصة" تمثل أحد أكثر جوانب الحرب البوسنية ظلمة وأقلها شهرة.

وأشارت الشبكة الألمانية، إلى أن التحقيق الإيطالي الجديد قد يسلط الضوء على كيفية تنظيم هذه الرحلات وعمليات الدفع والعودة، بما يتيح كشف المتورطين ومحاسبتهم بعد مرور ثلاثة عقود على الحرب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق