إعلانات "تتجسس" عليك.. هل هاتفك يسمعك حقا أم هي خوارزميات؟

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في عصر التحول الرقمي المتسارع، أصبح السؤال الأكثر شيوعًا بين مستخدمي الهواتف الذكية هو: هل يتجسس هاتفي عليّ؟ يتحدث المستخدم عن منتج ما، ليفاجأ بعد لحظات بإعلان عنه يظهر أمامه على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا الشعور المتنامي بالمراقبة يثير القلق ويدفع للتساؤل: هل هي صدفة محضة أم أن الأجهزة تتنصت علينا فعلاً؟

والحقيقة، بحسب خبراء التكنولوجيا، تكمن في مزيج معقد من تتبع السلوك الرقمي الدقيق، واستخدام ملفات تعريف الارتباط (Cookies)، وخوارزميات الإعلانات المستهدفة، وليس بالضرورة تنصتاً فعلياً ومباشراً على محادثاتك الشخصية اليومية عبر الميكروفون.
كشف الغموض: كيف تعمل الإعلانات المستهدفة؟

ويُعد الشعور بأن التطبيقات تستمع إليك أمراً شائعاً، لكن التفسير العلمي والتقني يختلف عن نظرية "التنصت المباشر". تشرح آليات العمل كيف تصل هذه الإعلانات إليك:

تتبع السلوك عبر الإنترنت: تتبع معظم التطبيقات والمواقع نشاطك، بدءاً من عمليات البحث على "جوجل"، مروراً بصفحات الويب التي تتصفحها، وصولاً إلى المنشورات التي تتفاعل معها على وسائل التواصل. هذا السلوك يخلق "بصمة رقمية" تحدد اهتماماتك بدقة.
 

قوة ملفات تعريف الارتباط (Cookies): تستخدم المواقع هذه الملفات لتسجيل نشاطك حتى عبر مواقع مختلفة، مما يسمح بإنشاء ملف تعريف شامل لاهتماماتك يُستخدم لتخصيص الإعلانات والمحتوى الذي يظهر لك.
 

التحليل التنبؤي للبيانات: تعتمد الخوارزميات المتقدمة على التنبؤ باهتماماتك المستقبلية بناءً على نشاطك الحالي، حتى دون الحاجة لسماع صوتك.
وفيما تنفي شركات التكنولوجيا الكبرى استخدام الميكروفون بشكل منهجي لجمع محتوى الحديث الشخصي، تظل احتمالية وجود ثغرات في بعض التطبيقات قائمة، وإن كانت نادرة الحدوث.
 

خطوات عملية لتقليل الاستهداف وتعزيز الخصوصية
 

إذا كنت قلقًا بشأن خصوصيتك الرقمية، يقدم الخبراء مجموعة من الإجراءات الفعالة للحد من هذا التتبع:

مراجعة أذونات التطبيقات: توجه إلى إعدادات هاتفك (Settings) وقم بإلغاء إذن الوصول إلى الميكروفون والكاميرا والوسائط للتطبيقات التي لا تحتاج إليها فعليًا في عملها الأساسي (مثل إلغاء إذن الميكروفون لتطبيق "فيسبوك" أو "إنستغرام").

إيقاف تتبع النشاط الخارجي: داخل إعدادات الخصوصية في تطبيقات التواصل الاجتماعي، ابحث عن خيارات مثل "نشاطك خارج فيسبوك" أو ما شابه وقم بتعطيلها.

استخدام متصفحات صديقة للخصوصية: استبدل المتصفحات التقليدية بمتصفحات تركز على منع التتبع. ما يقلل من قدرة المواقع على مراقبة تنقلاتك على الويب.

وفي الختام، يظل الوعي الرقمي هو خط الدفاع الأول عن خصوصيتك في عالم تحكمه الخوارزميات والإعلانات المستهدفة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق