حرائق غابات الجزائر: النيران تلتهم 11 ولاية ونداء عاجل من السلطات

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تواجه فرق الإطفاء في الجزائر صعوبات كبيرة في السيطرة على الحرائق التي اندلعت في غابات ولاية تيبازة، التي تقع على بعد 90 كيلومتراً غرب الجزائر العاصمة. ويعزى ذلك إلى الرياح الجافة والقوية التي ساهمت في انتشار النيران بشكل سريع. وقد تطلبت هذه الحرائق تدخلات برية وجوية مكثفة، بالإضافة إلى قرار السلطات بإجلاء السكان من المناطق القريبة كإجراء احترازي.

أفادت مصالح الدفاع المدني أن يوم الخميس الماضي شهد اندلاع 22 حريقاً في 8 ولايات، ولا تزال 11 حريقاً مشتعلاً حتى الآن. ونجحت فرق الإطفاء في إخماد 5 حرائق بشكل نهائي، بينما تم السيطرة على 6 حرائق أخرى لكنها ما زالت تحت المراقبة.

أوضح الدفاع المدني أن 4 حرائق في ولاية تيبازة لا تزال مستمرة، من بينها حريق غابة في منطقة دوار "بوخليجة" ببلدة "الأرهاط"، الذي استدعى تدخلات إطفاء برية وجوية. كما أشار الدفاع المدني إلى أن عمليات إخماد 7 حرائق أخرى ما زالت جارية، منها 3 في ولاية "عين الدفلى"، وحريق في ولايات "المدية" و"بومرداس" و"بجاية".

وفي وقت متأخر من مساء الخميس، تفقد وزير الداخلية، سعيد سعيود، برفقة قائد الدرك الوطني بالنيابة اللواء سيد علي بورمانة والمدير العام للدفاع المدني العقيد بوعلام بوغلاف، جهود فرق الإطفاء في ولاية تيبازة، كما اجتمعوا مع السلطات المدنية والعسكرية لمتابعة تطورات الموقف.

وقد اندلعت الحرائق في وقت متزامن مع بداية هبوب الرياح الجافة والقوية التي ساعدت في انتشار النيران بسرعة. ووفقاً لوكالة "dpa"، تم إصدار أوامر بإجلاء السكان من المناطق المتضررة، بمشاركة وحدات الجيش والدرك الوطني بالإضافة إلى فرق الدفاع المدني.

تأثير الحرائق على البيئة والحياة البرية

تسبب حرائق الغابات في الجزائر في تدمير مساحات شاسعة من الغطاء النباتي، مما يؤثر بشكل كبير على التنوع البيولوجي في المناطق المتضررة. الحيوانات البرية، مثل الغزلان والطيور المختلفة، تجد نفسها محاصرة في ألسنة النيران أو مضطرة للهروب إلى مناطق أخرى، مما يهدد حياتها ويزيد من الضغط على البيئات الطبيعية. من جهة أخرى، يسهم تدمير الغابات في تقليص المساحات التي تعد موطنًا للكثير من الأنواع النباتية والحيوانية، ما قد يؤدي إلى انقراض بعض الأنواع أو تراجع أعدادها بشكل كبير. كما أن الحرائق تساهم في تدهور جودة الهواء نتيجة الدخان الكثيف، مما يهدد صحة السكان المحليين ويزيد من معاناتهم في هذه الظروف الصعبة.

التحديات التي تواجه فرق الإطفاء والسلطات

رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الإطفاء بمختلف تشكيلاتها، إلا أن التحديات التي تواجهها في محاولات إخماد الحرائق تبقى هائلة. الرياح القوية والجافة تساهم في نشر النيران بسرعة كبيرة، ما يجعل من الصعب السيطرة عليها. كما أن التضاريس الجبلية الصعبة في بعض المناطق تجعل الوصول إليها وتنفيذ عمليات الإطفاء البرية أكثر تعقيدًا. السلطات الجزائرية تعمل على التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية للمساعدة في السيطرة على الوضع، حيث شاركت وحدات الجيش والدرك الوطني بشكل مكثف في عمليات الإجلاء وحماية السكان. ومع تزايد الأضرار، تزداد الحاجة إلى الدعم الدولي في جهود مكافحة الحرائق، خاصة في ظل التحديات البيئية والمناخية التي تتعرض لها البلاد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق