أكد مدير مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية الدكتور أحمد طاهر أن الشباب يمثل ركيزة التنمية والاستقرار والبناء المستقبلي، موضحا أن تحويل دراسات الشباب إلى سياسات عامة فاعلة يمثل خطوة محورية في مسار التنمية السياسية والاجتماعية في العالم العربي.
وقال طاهر إن الشباب يمثلون الفئة التي تشكل القاعدة السكانية الأوسع والأكثر تأثيرًا في مستقبل الأوطان وإن نجاح الدول يرتكز على قدراتها في صياغة سياسات شاملة ذات رؤية مستقبلية.
كما أشاد بمكانة مكتبة الإسكندرية صرح العلوم والمعارف العالمي والندوة العلمية التي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجيه بالمكتبة برئاسة الدكتور محمود عزت بعنوان "مستقبل دراسات الشباب في مصر والمنطقة العربية: نظرة في العمق"، بمشاركة نخبة من الخبراء والمفكرين من مختلف الدول العربية.
وأضاف أن صنع السياسات العامة في قطاع الشباب يجب أن يستند إلى منهج علمي متكامل يقوم على التفاعل بين مراكز الفكر، والمؤسسات الحكومية، والمجتمع المدني، مشددًا على أن السياسات الشبابية الفاعلة تُبنى على أربعة مستويات: الوطني، والقطاعي، والمؤسسي، والمحلي، لضمان شمولها وتكاملها مع الواقع التنموي للدولة.
وأكد أن مراكز الفكر والدراسات الاستراتيجية تضطلع بدور أساسي في رسم وتقييم السياسات الشبابية، من خلال إعداد أوراق السياسات، وتقديم الاستشارات الفنية والقانونية، وصياغة التحليلات التي تعزز من مواءمة تلك السياسات مع احتياجات الشباب وطموحاتهم.
وأشار مدير المركز إلى أن أحد أبرز التحديات التي تواجه هذا المسار هو اتساع الفجوة بين مخرجات البحث العلمي وصناعة القرار السياسي، بما يستدعي بناء جسور مؤسسية بين الباحثين وصانعي السياسات، وتعزيز قنوات التواصل المعرفي من خلال أوراق السياسات، والمراسلات الرسمية، والنشرات الدورية، والمنصات البحثية التفاعلية.
وشدد الدكتور أحمد طاهر على ضرورة إنشاء حاضنات بحثية للسياسات الشبابية داخل الجامعات ومراكز الدراسات، تُساهم في تطوير المشاريع البحثية المشتركة، وتُعزز من المشاركة العلمية للشباب في صياغة رؤى المستقبل، مشيرًا إلى أن نجاح هذه الحاضنات يتطلب ثقافة بحثية تشاركية قائمة على الحوار، والانفتاح، والأخلاقيات الأكاديمية.
وأكد أن الالتزام بالمنهج العلمي، واحترام الضوابط الأخلاقية للبحث، يمثلان ركيزة أساسية في تعزيز مصداقية مراكز الفكر وثقة صناع القرار في مخرجاتها، داعيًا إلى اعتماد نموذج عربي أصيل في إعداد الدراسات الشبابية يأخذ في الاعتبار خصوصية البيئات الثقافية والاجتماعية في المنطقة.
وأكد أن بناء سياسات تستند إلى المعرفة والبحث العلمي يمثل الطريق الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار المجتمعي.











0 تعليق