أعلنت وزارة الدفاع  التركية، اليوم الخميس، تعليق رحلات طائرات الشحن العسكرية C-130 مؤقتًا، وذلك عقب حادث التحطم المأساوي الذي وقع على الحدود بين جورجيا وأذربيجان، وأسفر عن مصرع 20 جنديًا تركيًا.

وأكدت الوزارة في بيان رسمي أنه تم انتشال جثامين جميع الشهداء العشرين، موضحة أنه ستُعاد إلى تركيا اليوم، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه "من المبكر الجزم بسبب التحطم"، مؤكدة عدم وجود أي ذخائر على متن الطائرة، التي كانت تحمل أفرادًا ولوازم صيانة لطائرات F-16 المشاركة في فعاليات "يوم النصر" في أذربيجان.

أنقرة ترد على مزاعم "قدم الطائرة"

وردًا على تقارير إعلامية تحدثت عن قدم الطائرة وإهمالها، نفت الوزارة هذه المزاعم جملةً وتفصيلًا، مؤكدة أن طائرات C-130 تُستخدم في أكثر من 70 دولة حول العالم، وأن الطائرة المنكوبة كانت قد خضعت لبرنامج تحديث شامل شمل أنظمة الطيران والملاحة والصيانة الميكانيكية.

وأضاف البيان أن آخر صيانة شاملة للطائرة رقم 68-1609 أُجريت بين 11 سبتمبر و12 أكتوبر الماضيين، مشددًا على أن جميع أعمال الصيانة تمت وفق الجدول الزمني المعتمد.

تعليق شامل لأسطول C-130 التركي

وأكدت وزارة الدفاع أن القرار يشمل إيقاف جميع طائرات C-130 الثماني عشرة التابعة لسلاح الجو التركي عن الطيران مؤقتًا منذ 12 نوفمبر الجاري، إلى حين الانتهاء من الفحوصات الفنية الدقيقة والتأكد من سلامتها التشغيلية.

تفاصيل الرحلة الأخيرة للطائرة المنكوبة

كشفت الوزارة بالتفصيل عن مسار الطائرة قبل تحطمها، وجاء على النحو التالي:

11 نوفمبر: أقلعت الطائرة من قيصري الساعة 09:02 صباحًا في مهمة نقل أفراد وإمدادات إلى مدينة غنجة الأذربيجانية، وهبطت هناك بسلام عند 11:06.

بعد ذلك، غادرت غنجة الساعة 13:15 وعلى متنها 20 فردًا متوجهة إلى قاعدة مرزيفون الجوية في تركيا، بهدف استعادة طاقم الصيانة المكون من 10 أفراد ومواد صيانة لطائرات F-16 المشاركة في المناورات الجوية بأذربيجان.

تم آخر اتصال لاسلكي مع الطائرة عند الساعة 13:50 مع مركز مراقبة الحركة الجوية في تبليسي، قبل أن ينقطع الاتصال الراداري.

في الساعة 14:34، أبلغت السلطات الجورجية أن الطائرة تحطمت جنوب تبليسي قرب الحدود مع أذربيجان لأسباب غير معروفة.

تفاصيل عمليات البحث والإنقاذ

بدأت جهود البحث والإنقاذ فور وقوع الحادث، بالتنسيق بين تركيا وأذربيجان وجورجيا، حيث أُرسلت طائرة بدون طيار لتحديد موقع الحطام.

ووصلت الفرق الجورجية إلى موقع الحادث الساعة 3:02 مساءً، وتم تأمين المنطقة عند الخامسة مساءً لتسهيل عمل فريق التحقيق التركي.

وفي صباح 12 نوفمبر الساعة 6:30، بدأ فريق البحث التركي عملياته ميدانيًا، بدعم من الفرق الجورجية التي سارعت إلى حشد إمكاناتها لتأمين الموقع وإتمام عمليات الإنقاذ.

اتصالات رفيعة وتنسيق ثلاثي

أجرى وزير الدفاع التركي سلسلة من الاتصالات العاجلة مع نظيريه في جورجيا وأذربيجان، إضافة إلى رئيس الأركان الأذربيجاني، لمتابعة تطورات الحادث وضمان تسريع عمليات البحث والتعرف على هوية الشهداء.