رسائل مسرّبة تهزّ واشنطن.. كيف كشفت مراسلات إبستين أسراراً غامضة عن ترامب؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في واحدة من أكثر القضايا حساسية وإثارة في المشهد السياسي الأمريكي، عادت علاقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالممول المدان بجرائم جنسية جيفري إبستين إلى الواجهة، بعد أن فجّرت رسائل بريد إلكتروني مسرّبة من لجنة الرقابة في مجلس النواب الأمريكي مفاجآت مدوّية تهدد بإعادة فتح ملفات ظُنّ أنها أُغلقت منذ سنوات.

الرسائل - بحسب تقرير CNN الأمريكية - التي حصل عليها الديمقراطيون بموجب أمر استدعاء لممتلكات إبستين، تكشف تفاصيل غير منشورة عن طبيعة العلاقة بين إبستين وترامب، وتسلط الضوء على محادثات خاصة بين إبستين وشريكته السابقة غيسلين ماكسويل والمؤلف المقرب من ترامب مايكل وولف.


أسرار المراسلات المسربة

تُظهر الرسائل أن إبستين ذكر ترامب بالاسم عدة مرات على مدى أكثر من 15 عاماً، مشيراً في إحدى المرات إلى أن الرئيس السابق "كان يعلم بشأن الفتيات"، في تلميح أثار عاصفة من التساؤلات داخل واشنطن.

وجاء في إحدى الرسائل المؤرخة في 2 أبريل 2011: “الكلب الذي لم ينبح هو ترامب... قضى ساعات في منزلي معه ولم يُذكر ولو لمرة واحدة”، وهي عبارة اعتبرها الديمقراطيون دليلاً على أن إبستين كان يحاول الإيحاء بوجود معرفة متبادلة بشأن نشاطاته السرية.

ورغم خطورة ما ورد في المراسلات، أكدت لجنة الرقابة أن ترامب لم يرسل أو يتلق أي رسالة بنفسه، وأن جميع المراسلات تعود إلى ما قبل دخوله البيت الأبيض بسنوات طويلة.

ومع ذلك، أثار توقيت نشر الرسائل – وسط انقسامات سياسية حادة – جدلاً حول دوافع تسريبها.


البيت الأبيض يرد

السكرتيرة الصحفية باسم ترامب، كارولين ليفيت، وصفت تسريب الرسائل بأنه "محاولة يائسة لتشويه سمعة الرئيس وإلهاء الأمريكيين عن إنجازاته التاريخية"، معتبرة أن الديمقراطيين "اختاروا نشر مقتطفات انتقائية لإثارة البلبلة السياسية".

أما المؤلف مايكل وولف – الذي شملته المراسلات – فقال لشبكة CNN إنه لا يتذكر السياق بدقة، لكنه أكد أنه كان على اتصال متكرر بإبستين خلال مناقشة كتابه عن ترامب.


“الضحية” الغائبة والاتهامات المتبادلة

أحد المقاطع المثيرة في الوثائق يشير إلى امرأة وصفها إبستين بأنها كانت "تقضي وقتاً طويلاً مع ترامب"، وادعى الديمقراطيون أنها فيرجينيا جيوفري، إحدى أبرز الناجيات من شبكة إبستين، والتي توفيت منتحرة في أبريل الماضي.

غير أن الجمهوريين ردوا باتهام الديمقراطيين بـ"إخفاء اسمها" لأن جيوفري لم تزعم أن ترامب ارتكب أي خطأ بحقها، بل كتبت في مذكراتها أن ترامب "كان مهذباً ومسؤولاً" أثناء عملها في منتجع مارالاغو عام 2000.


علاقة معقدة وموت غامض

منذ انتحار إبستين عام 2019 داخل زنزانته في سجن مانهاتن، لم تهدأ نظريات المؤامرة حول وفاته، خاصة مع علاقاته الواسعة بنخبة سياسية ومالية في أمريكا والعالم.

ومع تسريب المراسلات الجديدة، عاد التساؤل القديم: هل كان ترامب جزءاً من دائرة إبستين المظلمة، أم مجرد شاهد عابر في قصة معقدة؟

وزارة العدل الأمريكية – التي كانت في عهد ترامب قد أكدت أن إبستين انتحر – تواجه الآن ضغوطاً جديدة للكشف عن مزيد من ملفات القضية، خاصة بعد أن نجحت لجنة الرقابة في الحصول على دفعات جديدة من المواد الإلكترونية المرتبطة بممتلكاته.


ما وراء الرسائل

تكشف الرسائل الأخيرة بين إبستين ووولف عن محاولات لتنسيق ردود محتملة لترامب في حال سؤاله عن علاقته بالممول الراحل خلال مناظراته الانتخابية عام 2015.

 وفي إحدى المراسلات كتب إبستين لوولف: “إذا تم سؤاله الليلة عن علاقتي به، فكيف يجب أن يجيب؟”
فأجابه وولف: “دعه يعلق نفسه... وإذا فاز، يمكنك إنقاذه لاحقاً.”

ردّ فريق ترامب على هذه المراسلات باتهام وسائل الإعلام بـ"التلاعب بالمحتوى" و"الخلط بين الوقائع"، مؤكدين أن الرئيس السابق منع إبستين من دخول نادي مارالاغو لأنه تصرف بشكل غير لائق مع موظفات شابات.


النهاية المفتوحة

القضية التي تتقاطع فيها السياسة بالفضيحة الشخصية لا تبدو قريبة من نهايتها، فكل تسريب جديد يعيد فتح الجرح الأمريكي الأكثر إرباكاً: كيف سقط رجال السلطة والمال في فخ إبستين؟
 

وبينما يواصل الجمهوريون والديمقراطيون تبادل الاتهامات، تبقى واشنطن في حالة ترقّب دائم لأي وثيقة جديدة قد تغيّر الرواية مرة أخرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق