الجارديان: أزمة إنسانية كبرى في الفاشر بعد سقوط المدينة بيد ميليشيا الدعم السريع

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أفادت صحيفة الجارديان البريطانية، عن تزايد المخاوف الدولية إزاء أوضاع المدنيين الذين نجوا من سقوط مدينة الفاشر في أيدي ميليشيا الدعم السريع الشهر الماضي، في ظل تحذيرات منظمات الأمم المتحدة من انهيار شبه كامل لعمليات الإغاثة، وتأكيد منظمات إنسانية أن معدلات سوء التغذية في معسكرات النزوح بلغت مستويات "صادمة".


ففي 26 أكتوبر، سيطرت الميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر مركز حضري خارج سيطرتها في الإقليم. وتشير روايات شهود العيان والأدلة المصورة بالأقمار الصناعية إلى مقتل أكثر من 1500 مدني في مذابح ذات طابع عرقي أعقبت مباشرة دخول الميليشيا المدينة.

الوضع الانساني في شمال دارفور متدهور 


وقالت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة إن الوضع الإنساني في شمال دارفور تدهور بشدة خلال الأسابيع الأخيرة، موضحةً أن "عمليات الإغاثة على وشك الانهيار الكامل"، حيث أصبحت المستودعات شبه فارغة، وتواجه القوافل الإنسانية انعداماً للأمن، بينما تعيق القيود المفروضة الوصول إلى المحتاجين.


وأضافت المديرة العامة للمنظمة، إيمي بوب، أن الفرق الميدانية لا تصل سوى إلى جزء بسيط من المحتاجين بسبب انعدام الأمان ونقص الإمدادات. وأكدت أن استمرار غياب التمويل الآمن سيؤدي إلى "شلل كامل للعمليات الإنسانية في اللحظة التي يحتاج فيها الناس للمساعدة أكثر من أي وقت مضى".


وكشفت المنظمة أن نحو 90 ألف شخص فروا من الفاشر والقرى المجاورة خلال الأسابيع الأخيرة، في رحلة محفوفة بالمخاطر عبر طرق بلا طعام أو ماء أو رعاية طبية. وقد وصل عشرات الآلاف منهم إلى معسكرات النزوح في طويلة على بُعد نحو 70 كيلومتراً من المدينة، وهي مناطق قاحلة تعاني من نقص الخيام والإمدادات الأساسية.


وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن أكثر من 70% من الأطفال دون الخامسة الذين وصلوا إلى طويلة بين سقوط الفاشر وبداية نوفمبر يعانون من سوء تغذية حاد، وأكثر من ثلثهم في حالة حرجة. ووصفت الوضع بأنه "كارثة إنسانية صامتة"، مرجحةً أن الأرقام الحقيقية أسوأ بكثير.


من جانبها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن آلاف الأشخاص ما زالوا محاصرين داخل المدينة من دون طعام أو مياه صالحة للشرب أو رعاية طبية.


وروى شهود عيان لوكالة رويترز أن شاحنات الدعم السريع أطلقت النار على المدنيين وسحقت بعضهم تحت عجلاتها، فيما تحدث آخرون عن عمليات قتل جماعي طالت العشرات في شوارع المدينة.


وفي سياق متصل، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق لتحديد مدى الانتهاكات وجرائم الحرب في الفاشر، اعتماداً على صور الأقمار الصناعية وشهادات الناجين والتقارير الميدانية.


وقالت آنا موتافاتي، المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، إن هناك "أدلة متزايدة على استخدام الاغتصاب كسلاح منظم في الحرب"، مؤكدةً أن "أجساد النساء تحولت إلى ساحات جريمة في السودان".


بدوره، اعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك أن "ما يحدث في الفاشر يُظهر بوضوح الثمن الفادح لصمت المجتمع الدولي".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق