في إنجاز جديد للفن التشكيلي المصري، فاز الفنان والنحات الدكتور عصام درويش بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب لعام 2025 عن فرع الفنون مجال النحت، ليضيف هذا الفوز إلى رصيد مصر من الجوائز العربية التي تعكس مكانتها الفنية وريادتها الثقافية.
وفي تصريح لـ"الدستور"، عبّر الفنان عصام درويش عن سعادته الغامرة بهذا التكريم، واصفًا لحظة إعلان فوزه بأنها "من اللحظات التي تبقى في الذاكرة"، قائلًا:"جميل أن تشعر أن الجهد الذي تعبت فيه خلال مشوارك في الحياة محل تقدير من الناس، وأن ما قدمته يمكن أن يترك أثرًا في الوجدان... أتمنى ذلك حقًا."
ينتمي الفنان عصام درويش إلى جيل من النحاتين الذين حافظوا على روح النحت المصري القديم، في الوقت الذي سَعَوا فيه إلى تجديد لغته البصرية ومفرداته الفنية لتواكب العصر. فقد قدم على مدار مسيرته عشرات الأعمال التي توازن بين الأصالة والمعاصرة، وتُجسد الإنسان في حالاته الوجودية المختلفة بين الصراع والأمل والبحث عن المعنى.
ويُعد فوزه بجائزة السلطان قابوس تتويجًا لمسار طويل من العمل الدؤوب، سواء في مجاله الأكاديمي كأستاذٍ جامعي، أو في ممارساته الفنية التي شارك بها في معارض داخل مصر وخارجها.
وعند سؤاله عن مستقبل فن النحت في مصر والوطن العربي، أبدى درويش تفاؤله الكبير بمستقبل هذا الفن العريق، قائلًا:المستقبل بالتأكيد أفضل، فقد أصبح هناك كمٌّ كبير من المبدعين والممارسين الذين يدافعون عن هذا الفن وعن وجوده، على عكس ما كان الحال قبل عشرين عامًا، حين كان المجال على المحك."
وأوضح أن الجيل الجديد من النحاتين في مصر والعالم العربي يمتلك شغفًا حقيقيًا وجرأة في التجريب، وأنهم يسعون إلى إعادة تعريف العلاقة بين النحت والفضاء العام، مما يُبشّر بمرحلة جديدة من الازدهار والإبداع في هذا الفن.
وبسؤاله حول تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي فى فن النحت، قال "درويش":" بالفعل هناك تأثير؛ لكن ستبقي القيمة في المشاعر التي تخرج من المبدع بشكل حقيقي، فالقيمة تتجاوز مجرد ان الشكل يكون جميل فقط".
يمثل فوز درويش بهذه الجائزة محطة رمزية تؤكد أن النحت المصري لم يفقد بريقه، بل ما زال قادرًا على المنافسة والابتكار، مستمدًا طاقته من إرث طويل يمتد إلى حضارة المصريين القدماء الذين صنعوا أول تماثيل الخلود.
وقد لقي فوز الفنان عصام درويش ترحيبًا واسعًا في الأوساط الفنية المصرية، حيث اعتبره عدد من النقاد تكريمًا للفن المصري كله، مشيرين إلى أن أعماله تمثل امتدادًا طبيعيًا لمدرسة النحت المصري الحديث التي أسسها الرواد من أمثال محمود مختار وعبد الهادي الوشاحي، خاصة وأن رحلة درويش الفنية لم تكن فقط بحثًا عن الشكل، بل عن المعنى والإنسان، لتبقى تجربته علامة مضيئة في مسار الفن التشكيلي المصري والعربي.












0 تعليق