كشف تقرير جديد صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلق متزايد بشأن مصير وموقع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة تقترب من مستوى صنع القنابل النووية، بعد أن التزمت طهران الصمت حيال حجم الأضرار التي لحقت بمواقعها النووية نتيجة الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الذي اطلعت عليه وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أنها لم تتمكن من التحقق من مخزون إيران من الوقود النووي منذ منتصف يونيو الماضي، مشيرةً إلى أن هذا التقرير هو الأول منذ إعادة فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على طهران تلزمها بوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم.
وقال المدير العام للوكالة، رافائيل ماريانو جروسي، إن عدم تمكن مفتشي الوكالة من الوصول إلى المواد النووية الإيرانية منذ خمسة أشهر يمثل تأخرًا خطيرًا عن المعايير المتبعة في عمليات التحقق الدولية، مضيفًا أن فشل طهران في إبلاغ الوكالة عن مكان وجود اليورانيوم يعد مسألة بالغة الخطورة.
فشل كبير في الوصول لمواقع الأنشطة النووية الإيرانية
وأوضح التقرير أن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة دمرت جزءًا كبيرًا من الأنشطة النووية الإيرانية السطحية، لكنها في الوقت ذاته قضت على عقود من الوصول الذي كان يتمتع به مفتشو الأمم المتحدة إلى المجمع النووي الإيراني الضخم.
يُذكر أن البرنامج النووي الإيراني أثار قلق الغرب لعقود طويلة، إذ تعود بداياته إلى خمسينيات القرن الماضي، وقد تسبب مرارًا في اضطرابات بأسواق النفط وأشعل موجات من التصعيد والتفاهم المتبادل بين طهران وواشنطن.
عمليات تخصيب اليورانيوم
ورغم تصاعد القلق الدولي، تواصل إيران نفيها امتلاك أي نية لتطوير سلاح نووي، وتؤكد أن تسريعها لعمليات تخصيب اليورانيوم جاء ردًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وفرضه عقوبات اقتصادية قاسية على إيران خلال ولايته الأولى.
وشدد جروسي في تقريره على أن الوكالة لن تكون قادرة على تقديم ضمانات بأن البرنامج النووي الإيراني مخصص للأغراض السلمية فقط، ما لم تُبدِ طهران تعاونًا أكبر وتسمح باستئناف عمليات التحقق والمراقبة.
وأشار التقرير إلى أن قرار إدارة ترامب شن ضربات جوية مكثفة على بعض المواقع النووية الإيرانية الرئيسية في يونيو الماضي أدى إلى انهيار فوري في المفاوضات النشطة بين طهران وواشنطن، والتي كانت تهدف إلى حل الخلافات النووية القائمة.
ومنذ ذلك الحين، أعلنت إيران عن أنها غير مستعدة لاستئناف المحادثات، إلا إذا تلقت ضمانات دولية واضحة بعدم تعرضها لأي هجوم جديد في المستقبل، ما يعمق حالة الجمود الدبلوماسي بين الجانبين ويزيد من مخاطر التصعيد في المنطقة.














0 تعليق