حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطر ما وصفه بـ"الانتكاسة النازية" داخل ألمانيا، معتبرًا أن هذا التطور المقلق يستدعي من موسكو التمسك الصارم بمبادئها عند مناقشة أي تسوية محتملة للأزمة الأوكرانية. وأوضح لافروف في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية أن عودة الخطاب النازي في موطنه الأصلي تشكل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الأوروبي والعالمي، مؤكدًا أن روسيا ستبقى ثابتة على مواقفها المبدئية في مواجهة مثل هذه التوجهات.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى تصريحات أدلى بها مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس، قال فيها إن هدفه هو إعادة جعل ألمانيا القوة العسكرية الأبرز في أوروبا، موضحًا أن هذه الكلمات تثير تساؤلات حول نوايا برلين المستقبلية. وأضاف لافروف أن التاريخ يذكّر الجميع بأن ألمانيا كانت بالفعل القوة العسكرية المهيمنة عندما غزت معظم القارة الأوروبية، وجندت عددًا كبيرًا من الدول لمهاجمة الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية.
وأكد لافروف أن عملية "اجتثاث النازية" التي تبنّتها ألمانيا عقب الحرب لم تعد كافية اليوم، مشيرًا إلى أن الاعترافات السابقة لم تعد ذات قيمة عملية في ضوء التحولات السياسية والفكرية الأخيرة. كما شدّد على أن محاكمات نورمبرغ، التي وضعت الأسس القانونية للنظام الدولي بعد الحرب، أصبحت الآن موضع تجاهل متزايد داخل أوروبا، وخاصة في ألمانيا، لافتًا إلى أن هذا الانحراف عن مبادئ العدالة التاريخية يثير القلق العميق لدى موسكو.
وأشار الوزير الروسي إلى أن النقاشات مع المسؤولين الألمان قبل خمسة عشر عامًا كانت تنذر بهذا التحول، حيث عبّر بعضهم عن قناعة بأن بلادهم لم تعد مدينة لأحد بثمن الحرب، وأنها باتت تتصرف وفق رؤيتها الخاصة. وأكد لافروف أن روسيا لن تسمح بإظهار الضعف في مواجهة ما وصفه بـ"إحياء القيم النازية" داخل الاتحاد الأوروبي، مضيفًا أن القيم الأوروبية الراهنة – في رأيه – باتت تتعارض مع الأسس الإنسانية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي ختام تصريحاته، انتقد لافروف موقف بروكسل من الحرب في أوكرانيا، معتبرًا أن تكرار الاتحاد الأوروبي لعبارة "يجب دعم أوكرانيا حتى النهاية" يعكس تناقضًا واضحًا، وأن تبرير هذا الدعم بذريعة الدفاع عن القيم الأوروبية ما هو إلا "اعتراف ضمني بأن تلك القيم تتآكل من الداخل".












0 تعليق