مع بدء المفاوضات في القمة السنوية التي تستمر أسبوعين، والمُنعقدة هذا العام في بيليم، وهي مدينة تقع عند مصب نهر الأمازون، في البرازيل، حث الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل المندوبين على التركيز على تحويل الطموح إلى عمل، وقال: "مهمتكم هنا ليست محاربة بعضكم البعض، مهمتكم هنا هي مكافحة أزمة المناخ معًا".
تفاؤل حذر
وافتتح مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (cop-30) أعماله أمس الإثنين المؤتمر وسط جو من التفاؤل الحذر، فقد شهدت الأيام الأخيرة تقديم عشرات الخطط الوطنية المناخية الجديدة، ليصل بذلك عدد الدول التي أعلنت التزامها بإجراءات للحد من الاحتباس الحراري إلى 113 دولة، حتى أكتوبر لم تقدم سوى 64 دولة مساهماتها المحددة وطنيًا، وتمثل هذه الدول مجتمعة 69% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
وأشار تقييم أولي أجرته الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ إلى أنه مع هذا التحديث الأخير، قد تنخفض الانبعاثات بنسبة 12% بحلول عام 2035.
"لا يمكننا تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية"
من جانبه حذّر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من أن "تغير المناخ ليس تهديدًا للمستقبل، بل هو مأساة الحاضر، واستشهد بـ إعصار ميليسا الأخير في منطقة البحر الكاريبي والإعصار الذي ضرب ولاية بارانا البرازيلية بوصفهما تذكيرا صارخا بالأزمة.
وأضاف: سيكون مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الثلاثين مؤتمر الحقيقة، في عصر التضليل الإعلامي، لا يرفض الظلاميون الأدلة العلمية فحسب، بل يرفضون أيضا تقدم التعددية. إنهم يتحكمون بالخوارزميات، ويزرعون الكراهية، وينشرون الخوف، ويهاجمون المؤسسات والعلم والجامعات، لقد حان الوقت لفرض هزيمة جديدة على المنكرين.
ونبه الرئيس البرازيلي أنه لولا اتفاقية باريس، لكان العالم متجها نحو ارتفاع كارثي في درجة الحرارة يقارب 5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، نحن نسير في الاتجاه الصحيح، ولكن بسرعة خاطئة بالوتيرة الحالية، ما زلنا نتجه إلى ما يزيد عن 1.5 درجة مئوية، تجاوز هذه العتبة مخاطرة لا يمكننا تحملها.
مسار يتجاوز الاعتماد على الوقود الأحفوري
وحث الرئيس لولا قادة العالم على اعتماد مساهمات وطنية محددة طموحة، وضمان بقاء التكيف مع المناخ في صميم الاستراتيجيات الوطنية، ودعا إلى خارطة طريق للبشرية للتغلب، بطريقة عادلة ومخططة، على اعتمادها على الوقود الأحفوري، وعكس مسار إزالة الغابات، وتعبئة الموارد اللازمة للقيام بذلك.



0 تعليق