رئيس دار الكتب: الموسيقى كانت ركيزة أساسية في تشكيل الهوية المصرية عبر العصور

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الأستاذ الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، إن الموسيقى كانت ولا تزال إحدى الركائز الأساسية في تشكيل الهوية الثقافية والفنية للمجتمع المصري، مشيرًا إلى أن الحضارة المصرية، سواء القديمة أو الإسلامية، أولت اهتمامًا كبيرًا بالفنون عمومًا والموسيقى على وجه الخصوص.

وأوضح "طلعت" خلال كلمته في الندوة الثقافية "أنغام من قلب التاريخ" التي نظمتها دار الكتب احتفاءً بافتتاح المتحف المصري الكبير، أن الموسيقى كانت جزءًا من حياة المصريين اليومية، ومكوّنًا أصيلًا من تراثهم الفني والحضاري، لافتًا إلى أنها رافقت الإنسان المصري في طقوسه الدينية واحتفالاته الرسمية، بل وكانت تعبيرًا عن وجدانه وانتمائه على مر العصور.

نموذج فريد

وأشار إلى أن الحضارة الإسلامية مثلت نموذجًا فريدًا في استيعاب الثقافات والفنون المتعددة، إذ امتزجت فيها عناصر من مصر والشام والعراق وإيران والهند وشمال إفريقيا والأندلس، مؤكدًا أن الموسيقى في تلك الحضارة لم تكن ترفًا، بل عنصرًا من عناصر الهوية الثقافية، وثّقته النقوش والآثار والأعمال الفنية في العصور الفاطمية والمملوكية.

وأضاف، أن بعض المصطلحات الموسيقية الحديثة مثل كلمة "جيتار" تعود جذورها إلى الكلمة العربية القديمة "قيثارة"، ما يؤكد التأثير العميق للموروث العربي في الثقافة الموسيقية العالمية.

كما أوضح أن العصر المملوكي شهد تنظيمًا إداريًا للموسيقى من خلال إنشاء دور متخصصة مثل النقرخانه والطبلخانة في قلعة صلاح الدين، والتي كانت تشرف على ما يُعرف اليوم بالموسيقات العسكرية المصاحبة للاحتفالات الرسمية.

وفي ختام كلمته، شدد الدكتور أسامة طلعت على أن دار الكتب والوثائق القومية مستمرة في جهودها لتوثيق وإبراز التراث المصري في مختلف مجالاته، مؤكدًا أن الموسيقى منذ أقدم العصور كانت لغة تعبر عن روح المصريين وتاريخهم وحضارتهم الممتدة عبر الزمن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق