المخرج الصيني "جوان هو" في لقاء مفتوح عن تجربته السينمائية على المسرح المكشوف

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يستقبل المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية بأرض الجزيرة، في الثالثة والنصف عصر السبت المقبل، المخرج الصيني جوان هو، في لقاء مفتوح عن تجربته في نقل التغيّرات الثقافية والاجتماعية عبر السينما، ويدير الحوار د. أحمد السعيد.

وعن جوان هو، يقول الناشر د. أحمد السعيد: أحيانًا تلتقي بمخرج، فتكتشف أنك تحب السينما أكثر مما كنت تظن. وجوان هو كان دائمًا واحدًا من هؤلاء بالنسبة لي.هناك مخرجون يولدون في منتصف الطريق، يبدأون من الضوء الساطع.

ويضيف "السعيد": لكن جوان هو Guan Hu كان من أولئك الذين يبدأون من الظلال، من الأزقة الضيقة، من وجوه الناس العاديين، من التفاصيل التي لا يلتقطها إلا من يعرف أن الحكاية الحقيقية تبدأ من الهامش.

ومنذ بداياته السينمائية كنت أشعر أنني أمام سينمائي يفتّش عن الإنسان قبل أن يفتّش عن القصة؛ يبحث عمّا يغيب خلف السرد أكثر مما يظهر فيه، كانت تلك البدايات بمثابة إعلان واضح أن هذا المخرج يحمل حساسية مختلفة، ورؤية ستنضج عامًا بعد عام.

ثم جاءت مرحلة أكثر نضجًا، مع فيلمه المفعم بالفكاهة والمرارة “The Chef، The Actor، The Scoundrel” (2013) ثم فيلمه الذكي عن الهامشية والعصابات "Mr. Six" الذي أحببته على نحو شخصي. في هذا العمل تحديدًا رأيت جوهر ما يميّز جوان هو: تلك القدرة النادرة على منح الهامشيين بطولة، وعلى تقديم صورة الصين الحديثة من زاوية إنسان يشعر بوطأة الزمن لكنه لا يفقد كرامته.

ويضيف د. أحمد السعيد: وقدّم جوان هو عمله الضخم The Eight Hundred، الفيلم الذي أعاد رسم مشهد الذاكرة الصينية في لحظات مأساوية، مقدّمًا بطولة لا تقوم على الصراخ أو المبالغة، بل على إنسانية الجندي، وخوفه، وشجاعته، وارتباكه وهو يرى التاريخ يمر أمامه بلا هوادة. كنت أشاهد الفيلم وكأنني أقرأ فصلًا جديدًا من تاريخ الصين بطريقتها الخاصة في مواجهة الألم وصناعة القوة.

د. أحمد السعيد
د. أحمد السعيد

وجاء فيلمه الأخير Black Dog  ليؤكد أن "جوان" هو ما زال قادرًا على إعادة اكتشاف الهامش بطريقة أكثر صمتًا ونضجًا. فيلم عن رجل يعود إلى مدينته ليجد نفسه في مواجهة عالم من الكلاب الضالة… وفي الحقيقة، في مواجهة وحدته، وخيباته، ومحاولته العثور على مكانه في مجتمع يتغير بسرعة أكبر مما يحتمله قلب واحد.

في هذا الفيلم بالتحديد، شعرت أن جوان هو بلغ مرحلة جديدة من عمقه: الكاميرا أكثر تواضعًا، الرموز أكثر صفاءً، والإنسان — مهما كان مهمشًا — يصبح مركز الكون للحظة قصيرة ومؤثرة. ليس غريبًا أن يفوز الفيلم بجائزة Un Certain Regard في مهرجان كان 2024، كتحية عالمية لمخرج لم يتوقف عن الإصغاء إلى الهامشيين.

منذ ذلك الحين، صرت أرى في أعمال جوان هو مرآة أخرى لرحلتي أنا أيضًا مع الصين. أفلامه لا تعلّمك فقط كيف تتغيّر الدول، بل كيف يتغيّر الإنسان داخلها، وكيف يتعامل مع الزمن حين يركض بسرعة تفوق قدرتنا على اللحاق به.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق