في حدث يعكس ملامح الجمهورية الجديدة، أطلقت مصر اليوم الأحد، التشغيل التجريبي للقطار الكهربائي السريع "فيلارو"، وذلك خلال فعاليات الدورة السادسة من معرض ومؤتمر النقل الذكي واللوجيستيات والصناعة "TransMEA 2025"، الذي يُقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمشاركة أكثر من 500 شركة من 30 دولة.
وما يميز القطار الكهربائى السريع انه يهدف لربط جميع محافظات مصر، لتحقيق خدمة نقل الركاب والبضائع وتتكون من ثلاث خطوط بأطوال حوالي 2000 كم و60.
فكرة مشروع القطار الكهربائي السريع في مصر
يُعد مشروع القطار الكهربائي السريع أحد أضخم مشروعات النقل الحديثة في الشرق الأوسط، حيث يُمثل طفرة نوعية في منظومة النقل الجماعي.
تبلغ إجمالي أطوال شبكة القطار الكهربائي السريع 2000 كيلومتر، وتربط حوالي 60 مدينة مصرية من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط مرورًا بالمناطق الصناعية والسياحية والزراعية الجديدة، لتصبح بمثابة قناة سويس جديدة على قضبان الحديد.
ويهدف المشروع إلى خلق محاور تنموية ولوجيستية تربط بين مناطق الإنتاج وموانئ التصدير، وتحقيق مفهوم النقل متعدد الوسائط الذي يربط السكك الحديدية بالموانئ والمطارات والطرق السريعة.
بداية التنفيذ والتكلفة
بدأ تنفيذ المشروع في يناير 2022 بتعاون مصري ألماني، وتصل تكلفة الشبكة القومية الكاملة لشبكة القطار السريع في مصر (بشكل عام) بحوالي 360 مليار جنيه مصري.
الخط الأول، تصل تكلفته إلى 6.4 مليار يورو ويمتد من العين السخنة إلى العلمين الجديدة ثم مرسى مطروح.
الخط الثاني، تقدر تكلفته بـ 8.4 مليار دولار ويمتد من 6 أكتوبر إلى الأقصر.
الخط الثالث، تبلغ تكلفته 2.7 مليار دولار ويمتد من الأقصر إلى الغردقة.
تكلفة الكيلومتر، تصل إلى 25 مليون دولار لكل كيلومتر.
مواصفات القطار السريع "فيلارو"
تم تصنيع القطار في ألمانيا بواسطة شركة سيمنز العالمية، وهو من طراز "فيلارو"، ويُعد من أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا النقل في العالم، وتبلغ السرعة التصميمية له 250 كيلومترًا في الساعة، بينما تصل السرعة التشغيلية إلى 230 كيلومترًا في الساعة.
يتكون القطار من 8 عربات، بطول إجمالي 201 مترًا، وعرض 2.9 متر، وارتفاع 4.17 متر، ويستوعب 479 راكبًا موزعين على درجتي رجال الأعمال والدرجة السياحية.
يتميز القطار بتجهيزات متقدمة تشمل الواي فاي، شواحن كهربائية، شاشات بيانات الرحلة، مقاعد مريحة، ونظام مراقبة بالكاميرات.
كما تم تصميمه ليتناسب مع المناخ المصري من حيث العزل والدهانات وقوة التكييف، إضافة إلى كونه مجهزًا بالكامل لذوي الهمم وكبار السن بمقاعد برايل ودورات مياه خاصة ومنحدرات للكراسي المتحركة.
خطوط القطار السريع
يبلغ طول الخط الأول 660 كيلومترًا ويضم 22محطة (13 محطة سريعة و8 محطات إقليمية).
ويمر الخط بعدة نقاط رئيسية منها العين السخنة – العاصمة الإدارية – القاهرة – الجيزة – 6 أكتوبر – الإسكندرية – برج العرب – العلمين – رأس الحكمة – مرسى مطروح.
ويُحقق هذا الخط الربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، بما يسهم في تعزيز التنمية السياحية والصناعية على امتداد مساره، كما تم تجهيز ورش الصيانة ونقاط الخدمة لضمان استدامة التشغيل بأعلى المعايير.
والخط الثاني يمتد من محطة أكتوبر - الفيوم - بني سويف - مدينة ابو سمبل بطول 1400 كم غرب طريق الصعيد الصحراوى الغربى، و35 محطة.
و الخط الثالث يمتد من المحطة التبادلية مع الخط الثاني (محطة قنا ) ثم يمتد شرقا حتى الغردقة ثم إلى ميناء سفاجا بطول حوالى 225 كم، عدد 3 محطات.
النماذج الذي سيعمل عليها القطار
والقطار يعمل للمسافات الكبيرة بين المحطات بمتوسط من 30 لـ 50 كم بين كل محطتين، وسيعمل على الخط 3 نماذج من القطارات.
الأول وهو القطار السريع وسرعته 250 كم/ساعة ويتوقف في عواصم المحافظات فقط، وهو ما يجعله يختصر زمن الرحلة من القاهرة لأسوان لنصف الوقت تقريبا.
والنموذج الثانى وهو القطار الإقليمى وسرعته 160 كيلومتر/ الساعة، وهو سيتوقف بمحطات المدن.
والنموذج الثالث وهو قطار البضائع وسرعته 120 كيلومتر/ ساعة ويربط الموانى والمناطق الصناعية.
أهداف مشروع القطار السريع
يهدف المشروع إلى إحداث نقلة نوعية في البنية التحتية المصرية من خلال، ربط المدن الجديدة بالقديمة وتسهيل انتقال المواطنين بين أماكن السكن والعمل.
وكذلك خدمة المناطق الصناعية مثل 6 أكتوبر، برج العرب، والمنيا الجديدة، وربط المناطق الزراعية الجديدة مثل الدلتا الجديدة، مستقبل مصر، وتوشكى بموانئ التصدير.
خدمة المقاصد السياحية في الأقصر وأسوان والبحر الأحمر وساحل العلمين، بما يدعم السياحة الداخلية والخارجية، وتحقيق التكامل بين وسائل النقل المختلفة ضمن منظومة متطورة صديقة للبيئة.
الفوائد الاقتصادية والبيئية
يمثل القطار الكهربائي السريع قاطرة للتنمية الاقتصادية في مصر، إذ يسهم في زيادة حركة التجارة الداخلية وتسهيل نقل البضائع بين المدن والموانئ.
كما يُعد المشروع مصدرًا ضخمًا لتوفير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في مجالات البناء، التشغيل، التكنولوجيا، والصيانة.
ومن الناحية البيئية، فإن القطار يعمل بالكهرباء بالكامل، ما يقلل من الانبعاثات الكربونية والتلوث الهوائي، ويساهم في تحقيق أهداف الاستدامة ومواجهة التغير المناخي.
كما يخفف من الزحام المروري داخل المدن الكبرى ويُقلل الاعتماد على السيارات الخاصة.














0 تعليق