قررت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة تأجيل نظر الدعوى المقامة ضد فدوى مواهب إلى جلسة 21 فبراير المقبل. الدعوى، التي حملت رقم 45788 لسنة 79 قضائية، تطالب بحظر صفحات فدوى على مواقع التواصل الاجتماعي ومنعها من التدريس وممارسة الدعوة الدينية، على خلفية ما اعتبره مقيم الدعوى مخالفًا للقوانين المنظمة للعمل التعليمي والديني.
ملابسات الدعوى
أقام المحامي هاني سامح الدعوى أمام القضاء الإداري، مؤكدًا أن فدوى مواهب قامت بنشر محتوى يُوصف بالمتطرف والرجعي على منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى إهانتها للحضارة الفرعونية وتشويه التراث المصري. وذكر سامح أن هذه الأفعال تشكل تهديدًا مباشرًا للهوية الوطنية والقيم الحضارية للدولة، والتي تمثل دعامة أساسية للوعي الثقافي ودعم السياحة.
التحول إلى المحتوى الديني والتعليم
وفقًا للدعوى، تحولت فدوى مواهب بعد اعتزالها الإخراج الفني إلى تقديم محتوى ديني عبر الإنترنت دون ترخيص رسمي من الجهات المختصة، بالإضافة إلى ممارستها التدريس في بعض المدارس بشكل مخالف للقوانين. وقد اعتبر مقيم الدعوى أن هذه الممارسات استغلال للدين في أغراض تجارية، وترويجًا لأفكار تتعارض مع توجهات الدولة في دعم الاعتدال والتنوير.
استندت الدعوى إلى القانون رقم 180 لسنة 2018 المنظم للصحافة والإعلام، والذي يحظر نشر محتوى يحض على الكراهية أو يسيء للتراث الوطني، وكذلك القانون رقم 51 لسنة 2014 الخاص بتنظيم الخطابة الدينية، والذي يشترط حصول أي داعية على تصريح رسمي من الأزهر الشريف أو وزارة الأوقاف.
وجهت الدعوى اختصامًا لكل من رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ووزيري التربية والتعليم والأوقاف، ورئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والنائب العام، مطالبةً بحظر صفحات فدوى مواهب على مواقع التواصل الاجتماعي، ووقف أي أنشطة تعليمية أو دعوية لها إلى حين الفصل القضائي في الموضوع.
تهدف الدعوى إلى حماية التراث الثقافي والحضاري المصري، وضمان عدم نشر محتوى مسيء للفكر التنويري والفنون المصرية، وضبط أنشطة غير مرخصة في مجالي التعليم والدعوة، بما يحافظ على الهوية الوطنية والقيم المجتمعية، ويصون المكتسبات الحضارية من أي محاولات تشويه.
تؤكد القضية على أهمية الالتزام بالقوانين المنظمة للعمل الإعلامي والدعوي في مصر، وضرورة حصول الأفراد على التراخيص الرسمية لممارسة أي نشاط ديني أو تعليمي، بما يضمن حماية المجتمع من المحتوى المسيء أو المتطرف، وصون التراث الوطني.













0 تعليق