رغم الإحساس المؤقت بالراحة التي تمنحها طقطقة الرقبة، إلا أن الأطباء والخبراء يحذرون بشدة من الإفراط في هذه العادة، لأنها قد تتحول من مجرد شعور لحظي بالاسترخاء إلى خطر يهدد صحة الدماغ، ويؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى السكتة الدماغية، خاصة بين الشباب دون سن الخمسين.
كيف تحدث طقطقة الرقبة؟
يحدث الصوت المميز للطقطقة عند تحريك الرقبة أو تدويرها بشكل مفاجئ بسبب المفاصل الزليلية المغلفة بكبسولات صغيرة تحتوي على السائل الزليلي الذي يسهل حركة العظام المتجاورة. عندما تتمدد هذه المفاصل بشكل زائد عن الحد الطبيعي، يتشكل ضغط سلبي داخل الكبسولة، مما يؤدي إلى إطلاق الغاز المذاب في السائل الزليلي بسرعة، وهو ما يُصدر الصوت المعروف للطقطقة.
ومع ذلك، يؤكد الأطباء أن الخطر لا يكمن في الصوت نفسه، بل في الضغط المفاجئ على الشرايين التي تغذي الدماغ، فقد يؤدي ذلك إلى تمزق صغير في البطانة الداخلية للشريان، ما يسبب تكون جلطة دموية قد تنتقل إلى الدماغ مسببة السكتة الدماغية الإقفارية.
المخاطر الصحية المرتبطة بطقطقة الرقبة
تشير الدراسات الحديثة إلى أن التكرار المفرط أو القوة الزائدة عند فرقعة الرقبة قد يضر بالشرايين الحيوية مثل الشريان الفقري والشريان السباتي، وزيادة الضغط عليها تجعلها عرضة للتمزق أو تكوين الجلطات، وهو السبب الرئيسي للسكتة الدماغية بين الشباب، خاصة الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات أو يعانون من توتر العضلات المزمن.
بدائل آمنة لتخفيف توتر الرقبة
لتجنب المخاطر المحتملة، ينصح الخبراء بالاعتماد على بدائل أكثر أمانًا وفعالية لتخفيف التيبس والتوتر في الرقبة، ومنها:
تمارين التمدد اللطيفة: مثل لفات الرقبة الخفيفة، ثني الذقن، والتمدد الجانبي، لتخفيف التوتر العضلي تدريجيًا دون الضغط على الشرايين.
تصحيح وضعية الجسم: الحفاظ على جلوس مستقيم ومريح عند العمل على المكتب أو استخدام الهواتف المحمولة لتقليل الضغط المزمن على مفاصل الرقبة.
العلاج بالحرارة أو البرودة: استخدام منشفة دافئة أو كيس ثلج لتخفيف تصلب العضلات وألم الرقبة بطريقة آمنة.
العلاج الطبيعي أو استشارة الطبيب: في حال استمرار الألم أو الرغبة المتكررة في فرقعة الرقبة، يجب مراجعة طبيب أو معالج طبيعي للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاجية آمنة.
نصائح هامة للحفاظ على صحة الرقبة والدماغ
يشدد الخبراء على ضرورة تغيير نمط الحياة من الخمول إلى النشاط المنتظم لتقليل الضغط المزمن على الرقبة والمفاصل، والابتعاد عن العادات الخطيرة التي قد تسبب مضاعفات صحية طويلة الأمد، مع الوعي الكامل بمخاطر طقطقة الرقبة، خاصة لمن يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات. الالتزام بالتمارين اللطيفة، وتصحيح وضعية الجسم، واستخدام الحرارة أو البرودة، واستشارة الأطباء عند الحاجة، جميعها خطوات أساسية للحفاظ على صحة الرقبة وصحة الدماغ على المدى الطويل.













0 تعليق