مارجريت ميتشل كتبت رواية واحدة فصارت أسطورة خالدة.. اعرف حكايتها

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ذكرى ميلادها..

في مثل هذا اليوم وتحديدا 8 نوفمبر 1900 وُلدت الروائية الأمريكية مارجريت ميتشل بمدينة أتلانتا في ولاية جورجيا بالولايات المتحدة، وهي مؤلفة الرواية الشهيرة "ذهب مع الريح" الصادرة عام 1936، التي نالت عنها جائزة الكتاب الوطني وجائزة بوليتزر، وكانت مصدر الإلهام للفيلم الكلاسيكي الذي يحمل الاسم نفسه وصدر عام 1939.

بدايات مارجريت ميتشل

ونشأت في عائلة محبة للحكايات، فكان أفراد أسرتها يروون لها قصصًا واقعية عن تجاربهم خلال الحرب الأهلية الأمريكية، التي انتهت قبل ولادتها بخمسة وثلاثين عامًا فقط، وكانت "ميتشل" فتاة نشيطة تميل إلى المغامرة، تلعب في التحصينات الترابية المحيطة بمدينة أتلانتا، وغالبًا ما تخرج لركوب الخيل برفقة قدامى المحاربين الكونفدراليين، كما كانت قارئة نهمة، وبدأت منذ صغرها في كتابة القصص والمسرحيات. 

تخرجت مارجريت ميتشل عام 1918 من معهد واشنطن في أتلانتا، ثم التحقت بكلية سميث في ولاية ماساتشوستس، وبعد وفاة والدتها في العام التالي، عادت إلى أتلانتا لتتولى رعاية والدها وشقيقها، ولكنها سرعان ما شعرت بالملل من الحياة المنزلية والمجتمع الراقي في المدينة، ووصفت نفسها بأنها "دينامو يضيع هباءً". 

 حكاية نشر "ذهب مع الريح"

وتزوجت مارجريت ميتشل عام 1922 من بيريين أبشاو، لكن زواجها فشل سريعًا بسبب إدمانه وسوء معاملته لها، وبعد انفصالها ساعدها الصحفي جون مارش -الذي تزوجته لاحقًا عام 1925- في الالتحاق بالعمل بمجلة الأحد التابعة لصحيفة "أتلانتا جورنال".

وفي عام 1926، أصيبت بكسر في الكاحل أجبرها على ترك العمل، فبدأت خلال فترة تعافيها كتابة رواية عن الحرب الأهلية وإعادة الإعمار من منظور الجنوب الأمريكي، مستلهمة أحداثها من تاريخ ولايتها جورجيا والقصص التي سمعتها من أسرتها، وعلى مدى تسع سنوات، كتبت الرواية بشكل متقطع ودون ترتيب زمني، حتى وصلت مخطوطتها إلى دار نشر "ماكميلان" عام 1935.

وخلال عملية المراجعة النهائية، غيرت مارجريت ميتشل اسم بطلتها من "بانسي أوهارا" إلى "سكارليت"، واختارت للرواية عنوان "ذهب مع الريح" المأخوذ من بيت في قصيدة للشاعر الإنجليزي إرنست داوسون، بعد أن كانت دار النشر تميل إلى اسم آخر هو "غدًا يوم آخر"، ونشرت الرواية في يونيو 1936 وحققت نجاحًا ساحقا جعلها واحدة من أعظم الأعمال في تاريخ الأدب الأمريكي.

وبحلول مطلع القرن الحادي والعشرين، تجاوزت مبيعاتها 30 مليون نسخة وتُرجمت إلى أكثر من 40 لغة، بعد شهر من صدور الكتاب، باعت ميتشل حقوق تحويل الرواية إلى فيلم للمنتج ديفيد أو. سيلزنيك مقابل 50 ألف دولار، وهو أعلى مبلغ دُفع لكاتبة ناشئة آنذاك، ولكنها لاحقًا شعرت بالندم على توقيع العقد بسرعة، خاصة بعد سماعها شائعات بأن سيلزنيك كان مستعدًا لدفع ضعف المبلغ، كما خافت أن لا يكون الفيلم مخلصًا للرواية، ورفضت المشاركة في أي من مراحل إنتاجه.

صدر الفيلم في 15 ديسمبر 1939 ببطولة فيفيان لي وكلارك غيبل، وحقق نجاحًا غير مسبوق، وفاز بـ8 جوائز أوسكار من أصل 13 ترشيحًا، بينها جائزة أفضل فيلم، وعرض سيلزنيك على مارجريت ميتشل أن يمنحها جائزة الأوسكار التي حصل عليها، لكنها رفضت، وقبلت لاحقا مكافأة مالية قدرها 50 ألف دولار عام 1942، وظل الفيلم لعدة عقود في صدارة الإيرادات حول العالم.

مارجريت ميتشل ما بعد "ذهب مع الريح"

وبعد صدور الرواية، رفضت ميتشل الظهور الإعلامي أو توقيع نسخ جديدة من الكتاب منذ عام 1937 تقريبًا، ما جعلها تُوصف بالانعزالية، رغم أنها كانت تفضل قضاء وقتها في الرد على الرسائل الكثيرة التي تلقتها من القراء، ومتابعة قضاياها ضد دور النشر الأجنبية التي كانت تصدر نسخًا غير قانونية من روايتها. وأسهمت جهودها في تعديل قوانين حقوق النشر الأمريكية لحماية المؤلفين.

ظلت ميتشل تؤكد لسنوات أنها لن تكتب رواية أخرى بسبب ما سببه "ذهب مع الريح" من متاعب في حياتها، لكنها بدأت تفكر في عمل جديد في أواخر الأربعينيات، غير أن القدر لم يمهلها؛ ففي 11 أغسطس 1949، وأثناء عبورها أحد شوارع أتلانتا متجهة إلى السينما، صدمتها سيارة مسرعة، وأُصيبت بجروح خطيرة في الرأس وأعضاء الجسم، وتوفيت بعد خمسة أيام.

بعد وفاتها بسنوات، سمح ورثتها للكاتبة ألكسندرا ريبلي بكتابة "سكارليت" (1991)، وهو الجزء الثاني من الرواية، الذي حقق مبيعات ضخمة رغم انتقادات النقاد، وفي عام 2001، رفع الورثة دعوى قضائية ضد الكاتبة أليس راندال لمنع نشر روايتها الساخرة "The Wind Done Gone"، التي قدمت القصة من منظور خادمة سمراء، قبل أن تُسوى القضية خارج المحكمة. 

ولاحقًا، وافقت أسرة ميتشل على إصدار عملين آخرين مرتبطين بالرواية: Rhett Butler’s People (2007) وRuth’s Journey (2014)، من تأليف الروائي الأمريكي دونالد مكايج.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق