تحركات أميركية مكثفة لوقف نزيف الحرب في السودان

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خضمّ تصاعد المخاوف من اتساع رقعة الحرب في السودان، تتحرك الدبلوماسية الأميركية بوتيرة متسارعة في محاولة لوقف القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تحذيرات أممية من تداعيات إنسانية مدمّرة إذا استمر النزاع من دون حل سياسي عاجل.

ونقلت شبكة سكاي نيوز عربية عن مصادر دبلوماسية قولها إن واشنطن كثّفت اتصالاتها في الأيام الأخيرة مع أطراف إقليمية ودولية، في مسعى لإعادة إحياء مسار المفاوضات المتوقفة منذ أشهر، بعد فشل جولات التفاوض السابقة التي استضافتها السعودية والولايات المتحدة في جدة.


تحذيرات أممية من جولات قتال جديدة

المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، حذر من “استعدادات واضحة لجولات جديدة من القتال في كردفان”، مشيراً إلى أن المؤشرات الميدانية تُظهر تعبئة عسكرية متزايدة، ما ينذر بعودة المواجهات في مناطق مأهولة بالسكان.


وأضاف تورك أن استمرار الأعمال العدائية سيقود إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، مع تجاوز أعداد النازحين عشرة ملايين شخص داخل السودان وخارجه، وتدهور الأوضاع المعيشية في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق.


واشنطن تضغط من أجل هدنة إنسانية

من جانبها، كثفت الإدارة الأميركية جهودها الدبلوماسية عبر مبعوثها الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، الذي أجرى اتصالات مع قيادات أفريقية ومسؤولين في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

وبحسب مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، تهدف التحركات الحالية إلى التوصل إلى هدنة إنسانية شاملة تتيح إيصال المساعدات إلى المتضررين، وتُمهّد لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات.


قلق دولي من تصاعد الانتهاكات

التقارير الميدانية الواردة من ولايات السودان المختلفة تُظهر اتساع رقعة الانتهاكات بحق المدنيين، ما دفع منظمات دولية إلى المطالبة بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الجرائم المرتكبة.

ويؤكد مراقبون أن غياب الإرادة السياسية لدى طرفي الصراع يعقّد مهمة الوسطاء، بينما يزداد الضغط الشعبي والإنساني مع انهيار الخدمات الأساسية وتدهور الأوضاع الأمنية.


ساحة صراع إقليمي مفتوح

يرى محللون أن استمرار الحرب سيحوّل السودان إلى ساحة صراع إقليمي مفتوح، مع تصاعد التدخلات الخارجية ودعم الفصائل المسلحة.

ويشير آخرون إلى أن نجاح واشنطن في فرض هدنة مؤقتة قد يُمهّد لحوار سياسي موسّع، لكنه يتطلب تنسيقاً وثيقاً مع القوى الإقليمية، لضمان التزام الأطراف بالاتفاقات المقبلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق